دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشفت مصادر في المجلس الوطني الانتقالي الليبي أن الدكتور علي الصلابي، التقى عدداً من أعضاء نظام العقيد الراحل، معمر القذافي، في مصر مؤخراً، في الوقت الذي هدد فيه المجلس الانتقالي باستخدام السلاح الجوي، لفرض تهدئة في عدد من مناطق التوتر في ليبيا.
وقال عضو المجلس الانتقالي عن مدينة طرابلس، ميلاد العود، إن المجلس الوطني الانتقالي كان مستاءً جداً من لقاء الدكتور الصلابي، أحد قادة المعارضة في مدينة بنغازي، ببعض "أزلام" النظام السابق، في مصر، وخاصة أحمد قذاف الدم، وأكد أن "المجلس لم يعط أي تكليف لأي أحد في هذا الشأن."
وذكر المسؤول الليبي أنه عندما حضر رئيس المجلس، المستشار مصطفى عبد الجليل، ومناقشته من قبل جميع الأعضاء، أكد أنه يتحمل المسؤولية، وهو الذي كلف الصلابي لبحث "إمكانية عودة النساء والأطفال الليبيين، الذين فعلاً وصل بهم سوء الحال إلى أمور غير مقبولة، من النواحي الأخلاقية، ولا تليق بأمور الليبيين."
إلا أن العود شدد، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الليبية الرسمية "وال"، على أن عبد الجليل لم يكلف الصلابي بـ"التفاوض مع أزلام النظام في مصر، وهو ما صدق عليه الدكتور الصلابي نفسه، وأكد أن تكليفه من قبل المستشار، كان يتعلق فقط بعودة النساء والأطفال الليبيين، وأقر بأنه تجاوز حدود هذا الأمر."
وأضاف المصدر نفسه أن المجلس قام بإعفاء الناطق الرسمي باسمه، محمد الحريزي، بعد أن "أغفل بعض النقاط التي وضحها المجلس، حول ما قام به الدكتور الصلابي، ولم يتحدث عنها حسبما جاء في بيان المجلس."
وحول ما تردد عن انحياز وزير الدفاع، أسامة الجويلي، إلى أحد الأطراف في الأحداث الدائرة في بلدات "الزنتان" و"الشقيقة" و"مزدة"، توعد العود بأنه "إذا تأكدت لجان المصالحة والتحقيق أن السيد الجويلي قد انحاز إلى الزنتان، ضد المشاشية، فهذا أمر يعد مُعيباً ولا يمكن إهماله، وستتخذ الإجراءات اللازمة حيال هذا الموضوع."
كما أكد عضو المجلس الانتقالي، في مداخلة مع قناة "ليبيا الحرة"، أن المفاوضات بين الزنتان والمشاشية في مراحلها النهائية، مشيراً إلى أن رئاستي الحكومة والأركان العامة، ولجان المصالحة، تعمل مع بعض أعضاء المجلس الوطني الانتقالي لتحقيق ذلك وتطبيق اتفاق الصلح الذي تم بين الطرفين."
وشدد على أنه "في حالة عدم تحقيق ذلك، فإن المجلس الوطني الانتقالي أصدر تعليماته بمنح الصلاحية التامة لقوات الجيش الوطني، باستعمال القوة مهما كان الأمر، وذلك لتحقيق الأمن والاستقرار، والوصول بليبيا إلى الموعد المحدد، وهو يوم الانتخابات الكبرى."
وأضاف: "إذا استمر وقف إطلاق النار، واستمر الأمن والوئام وفق الاتفاق، فهذا ما ننشده، وإذا لم يستمر فالأوامر أعطيت لجيشنا الوطني، وإلى رئاسة الأركان، بأن تستعمل القوة، وتستعمل السلاح الجوي لتدمير أي مدرعات أو أسلحة ثقيلة، مهما كان نوعها بصورة فورية."
إلى ذلك، تسود حالة من الهدوء الحذر بمدينة "مزدة"، جنوب العاصمة طرابلس، بعد أن شهدت تراشقا بالأسلحة المختلفة بين مجموعات مسلحة من الزنتان والمشاشية، بعدما أرسلت السلطات الليبية تعزيزات عسكرية للمنطقة.
وأوردت الوكالة الليبية أن أعيان وحكماء من قبليتي "قنطرار" و"المشاشية" عقدوا اجتماعاً بحضور وفد من "لجنة حكماء ليبيا"، واتفقوا على الوقف الفوري لإطلاق النار بين الجانبين.
وأشارت وسائل إعلام ليبية إلى أن الاشتباكات اندلعت بعد مقتل أحد سكان الزنتان عند حاجز للمشاشية، وبمقابل ذلك، اتهم أفراد هذه القبيلة كتيبة الزنتان بقصف مدينة "الشقيقة" بالدبابات والصواريخ.
وكانت وزارة الداخلية الليبية قد أرسلت الأحد، تعزيزات أمنية قوامها 300 عنصر، لتنضم إلى الجيش الليبي في "مزدة"، وأوضح وكيل الوزارة، عمر الخدراوي، أن القوات بدأت في التمركز في المنطقة، بهدف توفير ممرات آمنة لتسهيل خروج الجرحى، ووصول المساعدات الإنسانية للسكان المتواجدين بالمنطقة.
وأشار الخدرواي إلى سقوط عشرات القتلى، وإصابة آخرين بجروح خلال المواجهات، لافتاً إلى تكثيف الجهود والاتصالات مع كافة الأطراف سعياً لوقف إطلاق النار، والعمل على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق للوقوف على أسباب اندلاع هذه الأحداث.