دمشق، سوريا (CNN) -- أعرب رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، الفريق محمد الدابي عن قلقه من إمكانية تدهور الأوضاع في سوريا إلى صراع طائفي، واعتبر أن تزايد العنف في الأيام الماضية ناتج عن تفسير كل طرف من أطراف الصراع لطبيعة الأحداث، كما توقع قيام دول عربية بسد النقص الناتج عن انسحاب دول الخليج من بعثة المراقبة.
وقال الدابي، في مقابلة مع CNN، رداً على سؤال حول البيان الأخير الذي أصدره وأشار فيه إلى تصاعد العنف في الفترة ما بين ٢٤ و٢٧ يناير/ كانون الثاني الحالي: "بعد عودتنا من القاهرة، تزايدت وتيرة العنف بين الجانبين، وكل طرف كان يلقي بمسؤولية التسبب بالتصعيد على الطرف الآخر، ووقعت أحداث مؤسفة في حماه حيث قتل أحد الرهبان، كما وقعت أحداث مؤسفة في ثلاثة من أحياء حمص، وجرت أحداث مؤخراً في محافظة دمشق، وفي الرستن ومناطق أخرى."
وتابع الضابط السوداني بالقول: "هذا التصعيد لم يكن موجوداً قبل التقرير، ولكن يبدو أن الإشارات الموجودة في التقرير مقابل الأوضاع على الأرض جعلت هذه الأمور تظهر بوضوح خلال الأيام القليلة الماضية، وهذا ناجم عن فهم كل جانب لما يحصل، فالمعارضة تعتقد أنها نهاية النظام، والحكومة ترى أن البروتوكول الموقع مع الجامعة العربية يعطيها حق العمل لإيقاف العنف بصرف النظر عن مصدره، ولهذا أصدرنا البيان الذي يحض جميع الأطراف على وقف العنف."
واعتبر الدابي أنه ليس من مهمة بعثته على الإطلاق إجراء حوار أو تواصل بين الجانبين في سوريا مضيفاً: "مهمتنا واضحة بموجب البروتوكول وهي المراقبة وتدوين كل ما نراه أو نسمعه من الجانبين، ولكنني أعتقد أن الحوار هو الحل الأمثل لمثل هذه القضايا."
وحول انسحاب أكثر من 50 مراقباً بعد إنهاء دول الخليج لمشاركتها في البعثة قال الدابي: "انسحاب المراقبين الخليجيين هم حق من حقوقهم وفق ما يرونه مناسباً، ولكن الجامعة العربية ستنسق مع سائر الدول العربية لتعويض النقص، ولكنني أقول أن المهم هو النتائج وليس الأعداد ووجود جو سليم يسمح لنا بمواصلة مهمتنا مع الجانبين."
أما بالنسبة للتحديات الأكبر التي تواجهها البعثة حالياً وقدرتها على التواصل مع كلا الطرفين قال الدابي: "ليس بوسعنا التواصل مع كافة أطراف المعارضة، خاصة وأن القيادة الأساسية للمعارضة، والتي لديها القدرة على التأثير والتواصل معنا حول الكثير من القضايا ليست موجودة على الأرض ولم نتواصل معها، لذلك نتواصل مع بعض الأخوة في المعارضة على المستوى الشخصي ونتعامل مع كل واحد منهم في منطقته دون وجود إطار شامل لهم على مستوى البلاد، ونأمل أن يتحسن ذلك مع مرور الوقت وأن تزداد ثقتهم بالبعثة ودورها."
وحول التقارير المتزايدة عن أعمال عنف طائفية خصوصا في مناطق كمدينة حمص، ومدى إمكانية توجه البلاد إلى حرب أهلية أو طائفية قال الدابي: "قلقنا الأساسي هو تحول النزاع الحالي إلى صراع طائفي بمعنى حصول مواجهات بين الطوائف، هناك مجموعات تؤيد المعارضة وأخرى تؤيد الحكومة، وأعتقد أنه في حمص مثلاً فإن للمعارضة نفوذ أكبر من الحكومة، ونخشى أن تتطور هذه الصراعات إلى مواجهات طائفية في المنطقة، ونأمل ألا يحصل هذا الأمر لأنه إذا وقع ذلك فسيغلق الأبواب أمام التوصل إلى حل للأزمة السورية."
واتهم الدابي بعض وسائل الإعلام بالتسبب بتصعيد الوضع على الأرض عبر إعطاء تفسيرات لفقرات في تقارير البعثة تتعارض مع حقيقتها.
وقال إنه كان على استعداد لتوضيح الأمور وتقديم الأجوبة الطافية لوسائل الإعلام لو أنها اتصلت به، وأشار إلى أن إحدى المحطات قامت بإجراء مقابلة معه في القاهرة ولكنها لم تنشرها.
وحذر الدابي من التحريض ضد البعثة وأفرادها باعتبار أن ذلك "يعرقل عملها في بعض المناطق،" وذكر بأن البعثة لا يمكنها التحرك في بعض الأحيان بسبب فقدان الأمن، معتبراً أن هناك "حرب نفسية" ضد المراقبين.