اسطنبول، تركيا (CNN) -- شن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، هجوماً قاسياً على مجلس الأمن والدول المشاركة فيه، وذلك بسبب موقفها "العاجز" حيال ما يجري في سوريا، معتبراً أن المجلس "يفقد شرعيته" جراء ذلك، بينما أكد وزير خارجيته، أحمد داود أوغلو، عزم بلاده على الرد بحال تعرضها لأي اعتداء.

وقال أردوغان إن التاريخ "سيذكر بالخير دائماً من يقف إلى جانب العدالة، في حين ستكون الكراهية من نصيب الظالمين،" مضيفا، في الجلسة الافتتاحية لمنتدى اسطنبول العالمي، إن العدالة "ليست مفهوماً لطمأنينة الأفراد فحسب، بل لبقاء المجتمعات والأفراد."

ولفت أردوغان، وفقاً لكلمته التي نقلت وكالة أنباء الأناضول نصها، إن انعدام العدالة هو "أحد الأبعاد المهمة للمشاكل العالمية، فمجلس الأمن وغيرها من المؤسسات العالمية، تفتقد للعدالة، ولا أحد يستطيع القول أن الأمم المتحدة قائمة على أساس عادل"، مؤكدًا على أهمية إصلاح الأمم المتحدة لتأسيسها على مبدأ العدالة.

واستطرد قائلًأ: "خمس دول فقط داخل الأمم المتحدة قولها معتبر، ومجريات العالم كله تعود لقرار هذه الدول، ولكن ألا توجد وجهات نظر مختلفة عن هذه الدول؟ هل قراراتها تشمل العالم بأسره؟ لابد من إصلاح الأمم المتحدة."

وتابع أردوغان بالقول: "إن مجلس الأمن الذي نعتبره مؤسسة قادرة على تأسيس الأمن والعدالة، بقي تحت تأثير بعض الدول، وهم مع الأسف يحاولون أن يسيطروا آلية اتخاذ القرار.. هناك وضع مأساوي بسوريا ماذا فعل مجلس الأمن؟ اليوم في سوريا قُتل 30 ألف شخص بأعمار متراوحة، دون تفريق بين مسن وشاب."

وأوضح أن الأمم المتحدة تقف موقف العاجز في سوريا، وموقفها عبارة عن "منح الضوء الأخضر لنظام الأسد لكي يستمر في القتل والمجازر،" مبينًا أن "مجلس الأمن لا يستطيع أن يضع سياسة فاعلة، فهو يفتقد شرعيته أمام المظلومين. العدالة حاجة للسوريين، وحق للسوريين، وليست حقًّا للأسد."

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، إن تركيا "سترد على أي اعتداء، يستهدف أراضيها، ويودي بحياة مدنيين،" كما حصل في حادثة بلدة "أقتشه قلعة"، حيث سقطت قذيفة من الجانب السوري أسفرت عن مقتل خمسة أتراك.

وأوضح داود أوغلو، في كلمة ألقاها، في المنتدى أن تركيا، تنتهج سياسة القوة الناعمة في المنطقة، لكنها أحيانا قد تشعر بالحاجة لاستخدام القوة الصلبة، والرد على الاعتداءات مثل الاعتداء على "أقتشه قلعة".

 وشدد داود أوغلو، على أن أنقرة م"ستمرة في الوقوف إلى جانب الشعب السوري، وفعل ما بوسعها لدعم الأخوة من ضحايا الظلم هناك، بالرغم من عدالة مجلس الأمن، والناس المصابون بالعمى، الذين لا يرون الظلم الواقع في سوريا."

وفي سياق متصل، بحث أوغلو مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، آخر التطورات الجارية في سوريا، وذلك بعد كلمة للعربي خلال المنتدى نفسه، تطرقت أيضاً إلى الموقف في مجلس الأمن، حيث انتقد أمين عام جامعة الدول العربية حق النقض "فيتو" واستخداماته في الأزمة السورية.