اسطنبول، تركيا (CNN)-- يواصل المبعوث الدولي المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، مشاوراته مع مختلف الأطراف الدولية المعنية بالأزمة السورية، حيث من المقرر أن يصل إلى تركيا السبت، بعد انتهاء مباحثاته في المملكة العربية السعودية، حيث التقى العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، في وقت سابق الجمعة.
ومن المقرر أن يتلقي الإبراهيمي، الذي بدأ مهمته في الأول من سبتمبر/ أيلول الماضي، خلفاً للأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان، مع وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، في اسطنبول مساء السبت، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول، فيما أشارت تقارير إعلامية إلى أنه قد يجتمع أيضاً، مع رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان.
تأتي زيارة المبعوث الدولي إلى تركيا وسط تصاعد حدة التوتر بين أنقرة ودمشق، على خلفية أعمال القصف المتبادلة على المناطق الحدودية بين الدولتين الجارتين، في أعقاب سقوط قذيفة تم إطلاقها من الجانب السوري، على بلدة "أكتشاكاله" التركية، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين أتراك، جميعهم من النساء والأطفال، فضلاً عن إصابة آخرين.
وتزايد التوتر بين أنقرة ودمشق مجدداً، عندما قامت مقاتلات تركية من طراز "إف - 16"، بإجبار طائرة سورية مدنية، قادمة من العاصمة الروسية موسكو، على الهبوط في مطار "أسن بوغا" بأنقرة، الأربعاء الماضي، بعد تلقي معلومات استخباراتية تفيد بأن الطائرة تحمل على متنها معدات عسكرية وأدوات مشبوهة، لا تتوافق مع قواعد الطيران المدني.
وكان العاهل السعودي قد التقى الإبراهيمي الجمعة، في القصر الملكي بجدة، حيث جرى خلال الاستقبال بحث الأوضاع الراهنة في سوريا، والسبل الكفيلة بإنهاء جميع أعمال العنف، ووقف نزيف الدم، وترويع الآمنين، وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس."
كما التقى المبعوث الدولي، خلال زيارته للسعودية أواخر الأسبوع الماضي، نائب وزير الخارجية، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، الذي جدد التأكيد على موقف المملكة الداعي لأهمية أن تسفر الجهود عن الوقف الفوري لإراقة دماء الشعب السوري، وعن ضرورة أن تحظى مهمة الإبراهيمي بالدعم الدولي المطلوب، للتمكن من التعامل مع الأزمة ومعالجتها من جميع جوانبها السياسية والإنسانية.
يُذكر أن الإبراهيمي، وبعد أول لقاء له مع الرئيس السوري، بشار الأسد، الشهر الماضي، كان قد حذر من أن الأزمة السورية، المستمرة منذ ما يزيد على العام ونصف العام، تتفاقم وتشكل خطراً على المنطقة بأسرها والعالم، واصفاً المهمة الموكلة إليه بأنها "صعبة."