دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قالت مجموعة تنشط في إطار الدعوة إلى إطلاق الموقوفين المصريين في السعودية، إنها تعتزم تنفيذ اعتصام مفتوح أمام سفارة الرياض في القاهرة وقنصليتها في الإسكندرية، للضغط باتجاه الإفراج عنهم أو وضع جدول زمني واضح لمعالجة ملفهم، الذي كان قد وتر العلاقات بين البلدين قبل أشهر، وصولا إلى سحب السفير السعودي.
وقالت شاهندة الجيزاوي، عضو ما يعرف بـ"رابطة أهالي المعتقلين المصريين في السجون السعودية"، وزوجة المحامي أحمد الجيزاوي الموقوف في السعودية، إن الرابطة وجهت الدعوة على صفحتها الإلكترونية الاثنين، على أن يصار إلى تحديد موعد بدء الاعتصام خلال أيام.
وأضافت الجيزاوي، في اتصال مع CNN بالعربية: "ما زلنا في مرحلة التحضير وإحضار الخيام"، متوقعة أن يتم تحديد موعد الاعتصام المفتوح خلال هذا الأسبوع.
وتابعت الجيزاوي قائلة: "الاعتصام سيستمر حتى الإفراج عن السجناء أو تحديد جدول زمني لذلك، ولن ننهي الاعتصام حتى نحصل على وعد حقيقي بحل قضيتنا، وليس مجرد تعهدات فارغة."
وعن العدد المتوقع للمشاركين في الاعتصام قالت الجيزاوي: "هناك الكثير من الأهالي الذين يرغبون بالمشاركة، وهناك زوجات وأمهات وأولاد، ولدينا العشرات من أعضاء الرابطة، هذا إذا لم تشارك أي جمعية أو منظمة أخرى متعاطفة معنا."
وأكدت الجيزاوي أيضاً أن أسرة المصرية نجلاء وفا، التي تقول الرابطة إنها تعرضت للسجن وصدرت بحقها أحكام بالجلد، موافقون على الاعتصام، مؤكدة أن الرابطة "ستتحدث باسمهم حتى وإن لم يكن بوسعهم الحضور."
واستبعدت الجيزاوي أن يؤثر الاعتصام سلباً على قضية زوجها الذي يحاكم بتهمة محاولة إدخال أقراص محظورة إلى المملكة، قائلة: "الاعتصام لن يؤثر سلبا على قضية زوجي الذي ما زال الإدعاء العام يطلب التأجيل منذ ثلاث جلسات لأنه ليس هناك من أدلة بين يديه، وفي الواقع فإن ضغط الشارع قد يساعد القاضي على التحرك وإنهاء القضية."
وبحسب الجيزاوي، فإن وزارة الخارجية المصرية باتت على علم بنيّة الرابطة تنفيذ الاعتصام بعد لقاء وفد منها لأحد مساعدي الوزير قبل أيام، حيث قالت:"لم نسمع خلال الاجتماع إلا الوعود غير المفيدة، وقد أبلغناهم بعزمنا على تنفيذ الاعتصام."
وعلى الصعيد الرسمي، قال الوزير المفوض، السفير عمرو رشدي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، لـCNN بالعربية، إن مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية التقى في 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفدا من أهالي المسجونين على ذمة قضايا أمنية في السعودية، وبحث معهم أوضاع قضية كل منهم، والاتصالات التي تجريها مصر لتأمين عودتهم.
وقد حاولت CNN بالعربية الاتصال بالسفارة السعودية في القاهرة لمعرفة ما إذا كانت على إطلاع بنية الرابطة إقامة الاعتصام عندها، غير أن مصادرها أفادت بأن عطلة عيد الأضحى مستمرة ولا يمكن بالتالي التعليق في الوقت الراهن.
يشار إلى أن الجيزاوي كان قد اعتقل أواسط أبريل/نيسان الماضي، بتهمة إدخال "آلاف" الأقراص من مادة "كزانكس" المحظورة إلى السعودية خلال رحلة عمرة رافقته فيها زوجته، وهو ما نفته عائلته، قائلة إنه يتعرض لملاحقة سياسية بسبب موقفه من السلطات السعودية، الأمر الذي نفته الرياض بشكل قاطع.
وأدت موجة من الاحتجاجات أمام السفارة السعودية بالقاهرة إلى صدور قرار من الرياض بسحب سفيرها وإغلاق السفارة في 28 أبريل/نيسان الماضي، ما دفع بوفد مصري رفيع المستوى إلى التوجه للرياض بهدف احتواء الموقف، الأمر الذي أسفر عنه صدور قرار بعودة السفير بعد ذلك بأيام.
وتتفاوت التقديرات حول عدد المصريين الموجودين في السجون السعودية لأسباب مختلفة، غير أن غالبيتها تشير إلى عدة آلاف، اعتقلوا على خلفية قضايا متنوعة.
وكان السفير السعودي لدى القاهرة، أحمد عبد العزيز قطان، قد قال في أغسطس/آب الماضي، إن المملكة قررت العفو عن 82 سجيناً مصرياً بمناسبة شهر رمضان، في خطوة تأتي بعد قرابة شهر على إعلان الرياض النظر في قضية بعض الموقوفين المصريين لديها عقب زيارة الرئيس محمد مرسي إليها.