عمان، الأردن (CNN) -- خيمت حالة من الهدوء الحذر صباح يوم الخميس على محافظات الأردن، عقب ليلة عنيفة شهدت عدة مواجهات في 12 منطقة جغرافية، بحسب تصريحات أمنية، أسفرت عن مقتل شاب في محافظة إربد شمال البلاد، وإصابة العشرات من المحتجين وقوات الأمن.

وأكدت السلطات الأمنية الأردنية، مقتل أردني في وقت متأخر من مساء الأربعاء، في بلدة كفر أسد، التابعة لمحافظة إربد (70 كم شمال المملكة)، في اليوم الثاني من الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد إثر قرار الحكومة الثلاثاء رفع أسعار المحروقات، حيث خرجت تظاهرات عفوية طالبت " بإسقاط النظام" .

ووصف سياسيون بارزون الاحتجاجات "بالانتفاضة" الشعبية"، محذرين من استمرار الوضع الأمني المتفجر.

وفي الأثناء، قال بيان صدر عن جهاز الأمن العام، إن القتيل كان أحد أربعة أشخاص هاجموا مركز أمن الوسطية بمحافظة إربد، محاولين اقتحامه، وأن 12 شرطيا أصيبوا، إضافة للمهاجمين الذين توفي أحدهم متأثرا بجراحه.

لكن المعلومات الواردة من أهالي القتيل، ويدعى قيس العمري، نفت أن يكون المحتجين قد استخدموا أي أسلحة، وأشاروا إلى أنه ما تزال عشيرة العمري تبحث في "إجراءات طلب القصاص" من الجهة المتسببة بمقتله.

ومن جهته نفى زكريا العمري عم القتيل، في تصريحات لـCNN بالعربية، مشاركته في أي هجوم على المركز الأمني، مؤكدا أن قيس شارك فقط في الاحتجاجات على رفع الأسعار.

وقال إن مجموعة من المحتجين قاموا بإغلاق الشارع الرئيسي لمنطقة الكفر، وأحرقوا إطارات السيارات، ثم قامت قوات الأمن الأردنية باعتقال ثلاثة شبان.

وبين العمري، أن المحتجين حالوا عقب ذلك التوجه للمركز الأمني في البلدة، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، بينما أطلق أحد المحتجين " خرطوش صيد" في الهواء، وسرعان ما ردت قوات الأمن عليهم بالأعيرة النارية في الهواء، حيث أصيب قيس بطلقة في القلب توفي على إثرها. 

ولفت العمري إلى أن هناك 3 حالات حرجة لشبان مصابين من ذات العشيرة، يرقدون في مستشفى الأميرة بسمة في إربد .

واستمرت الاحتجاجات في عدة مواقع جغرافية في البلاد ، فيما برزت دعوات سياسية جديدة بضرورة التراجع عن قرار رفع أسعار المحروقات التي تراوحت بين 14 - 54 في المائة.

ووجه رئيس الوزراء الأسبق الأردني احمد عبيدات، رسالة إلى النظام الحاكم، بضرورة التدخل وإخراج البلاد من أزمتها، فيما حييا ما أسماه "انتفاضة الشعب الأردني."

وقال عبيدات خلال مؤتمر صحفي الخميس: "إن الوضع الآن يتصاعد يوما بعد يوم في ظل غياب مواقف واضحة،" فيما دان النهج الأمني وأعرب عن أسفه لتسجيل حالة وفاة.

واعتبر عبيدات، الذي يرأس الجبهة الوطنية للإصلاح، أن التفريط في المال العام و"الردة عن الإصلاح،" أفضت إلى "تفجر الشارع."

وكان وزير الداخلية الأردني عوض خليفات قد التقى قيادات في جماعة الإخوان المسلمين مساء الأربعاء، داعيا إياهم لتهدئة الشارع وعدم المشاركة في الفعاليات الجماهيرية الكبيرة.

ورفضت السلطات الرسمية الإفصاح عن أعداد المعتقلين منذ بدء المواجهات، وقدر ناشطون أعدادهم بالعشرات.