دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- واصلت الصحف العربية الصادرة الخميس، تركيزها على الشأن السوري مع قرب موعد "اجتماع أصدقاء سوريا" الذي سيعقد في تونس يوم الجمعة، بينما أبرزت الصحف نبأ تحديد الثاني من يوليو موعدا للنطق بالحكم في قضية الرئيس السابق حسني مبارك.
خطر الحرب الأهلية في سوريا مرتفع جداً
ففي الشأن السوري، نشرت صحيفة الحياة السعودية تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه قال فيها إن مؤتمر "أصدقاء سوريا" في تونس سيبحث في ضرورة التقدم حول مسألة المساعدة الإنسانية ومعرفة كيفية الدخول إلى المناطق الأكثر تأثراً بأعمال العنف في هذا البلد.
وقال جوبيه، في حوار مع الصحيفة إنه ينبغي تحديد سبل وضع فكرة الممرات الإنسانية قيد التطبيق، داعيا المعارضة السورية إلى تنظيم نفسها على أن تكون أكثر شمولية بضم المزيد من المسيحيين والعلويين، مؤكداً أن هذا هو فحوى الرسالة التي ستوجه إليهم في مؤتمر تونس، ومشيراً إلى أن مسألة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري غير مطروحة حالياً.
وقال إن "الهدف هو الحصول على موافقة النظام لتسهيل وصول الإغاثة عبر ممرات." لكنه أوضح أن "التدخل العسكري ليس مرغوباً به وليس ممكناً."
وسئل جوبيه عن مدى اعتماده على نظيره الوزير الروسي سيرغي لافروف لإقناع النظام السوري بالممرات الإنسانية، فأبدى شكوكاً بحسن إرادة الروس، ونقل عن لافروف موقفاً سلبياً عموماً، إذ دعا الأخير إلى التحدث عن الموضوع الإنساني في الأمم المتحدة.
وقال الوزير الفرنسي، بحسب الصحيفة، إن "خطر الحرب الأهلية في سوريا مرتفع جداً،" معتبراً أن "من الواضح أن وقوع حرب أهلية في سوريا سيؤدي إلى انعكاسات في لبنان، وان المنطقة بأكملها يمكن أن تشتعل."
معارضون: شبيحة الأسد أرغمونا على ترديد "لا إله إلاّ بشار"
ومن سوريا أيضا نقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية تصريحات عدد من المحتجين السوريين الذين قالوا إن "شبيحة النظام" أرغموا عددا من المتظاهرين على ترديد عبارة "لا إله إلا بشار."
وتنقل الصحيفة عن معارض أسمته "أبوخالد" قوله "لقد بلغ السكين العظم، من شدة الوطأة والظلم المسلطين علينا من بشار الأسد وقبله والده حافظ الأسد لعشرات السنين، ونحن في صمت لم يسمع بنا أحد، فبعد كل هذه المآسي والتضحيات من الشعب السوري يريدوننا أن نصمت ونقبل إصلاحات بشار الكاذبة، لا والله لن نقبل إلا بسقوط نظامه دون رجعة، وإعدامه أمام الشعب السوري الذي أصبح كله يئن من الظلم والقهر".
وأضافت الصحيفة تقول "يتوقف أبو خالد عن الحديث وعيناه تذرفان الدمع وهو يرتعش من المطر البارد الذي كان يتساقط بصورة كبيرة ليقول: والله لن أنسى يوم دخلوا إلى مدينتنا ـ جبل الزاوية ـ وأذلوا عباد الله حيث كانوا يوقفوننا عشوائيا بسبب انتمائنا."
ويتابع أبو خالد "لم يحترم جنود بشار أي حرمة للبيوت أو المساجد، لجأ بعضنا إلى المسجد الكبير القريب من وسط المدينة، ظنا منهم أنها دور عبادة لن يجرؤ المعتدون على مطاردتهم في دور العبادة، غير أنهم فوجئوا بدخول العشرات من أفراد الجيش النظامي للمسجد بالأحذية مطلقين الرصاص وسطه لترويع اللاجئين، ومهددين إياهم بحرقهم داخل المسجد في حال عدم خروجهم منه، مرددين عبارات "يا بشار لا تهتم إحنا رجالك نشرب دم".
محاكمة مدنية في ليبيا لمؤيدي القذافي
وفي الشأن الليبي، قالت صحيفة "القدس العربي" إن "محكمة عسكرية في ليبيا قضت بالإفراج عن 50 شخصا اتهموا بالقتال ضمن صفوف كتائب الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وتحويلهم للقضاء المدني."
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة بالمحكمة العسكرية في مدينة بنغازي، شرقي ليبيا، قولها إن "المحكمة قضت بالإفراج عن المتهمين الذين قاتلوا ضمن قوات القذافي ضد الثوار، وساعدوا في عملية هروب كبيرة لمؤيدين للزعيم الراحل من احد السجون، وتقديمهم للمحاكمة أمام محكمة مدنية."
وتابعت الصحيفة "رحب محامو الدفاع بالحكم وقالوا إن معظم المتهمين مدنيون وان المحكمة العسكرية في قاعدة بمدينة بنغازي كانت تقع تحت ضغوط أثناء نظر القضية."
مبارك وعلاء وجمال يرفضون الكلام
ومن مصر، وحول تحديد موعد جلسة النطق بالحكم في قضية الرئيس السابق حسني مبارك، قالت صحيفة "الأهرام" الرسمية: "في جلسة عاصفة للتعقيب على مرافعة النيابة في محاكمة القرن، حددت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت جلسة 2 يونيو المقبل للنطق بالحكم في القضية المتهم فيها كل من الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم بقتل المتظاهرين واستغلال النفوذ."
وأضافت الصحيفة "سمحت المحكمة لوسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية بحضور جلسة النطق بالحكم, ونقلها عبر التليفزيون المصري."
وقد سلمت النيابة للمحكمة خطاب مجلس الشعب إلي النائب العام بشأن ما انتهت إليه لجنة الصحة, حول صلاحية مستشفي سجن طرة لاستقبال الرئيس السابق، ووصف دفاع مبارك توصية البرلمان بنقل الرئيس السابق بأنها مرفوضة شكلا وموضوعا.
وقالت الصحيفة "شهدت الجلسة توترات ومشاجرات من بعض المحامين المدعين بالحق المدني، تارة للاعتراض علي وجود محامين كويتيين، وأخري لمحاولة مقاطعة المحكمة، الأمر الذي انتهي برفع رئيس المحكمة الجلسة مرتين لإعادة النظام والهدوء للجلسة."
وسألت المحكمة الرئيس السابق عن رغبته في التعقيب وفقا للقواعد القانونية، فأجاب قائلا: سأكتفي بما يقوله الأستاذ فريد الديب. وعندما توجهت المحكمة إلي نجليه علاء وجمال بالسؤال نفسه اتفقا في القول: أكتفي بما ذكره المحامي فريد الديب، الذي قدم مذكرة كتبها الرئيس السابق، وختمها ببيت من الشعر يقول: بلادي وإن جارت علي عزيزة.. وأهلي وإن ضنوا علي كرام."