غزة (CNN)-- أكدت مصادر أمنية وطبية فلسطينية سقوط ما لا يقل عن 14 قتيلاً في سلسلة غارات شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، خلال الساعات القليلة الماضية، في تصعيد ربما هو الأكبر من نوعه، منذ عملية "الرصاص المصبوب"، التي شنتها القوات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني في شتاء 2008/ 2009.
وقالت مصادر في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، إن عضوين بـ "ألوية الناصر صلاح الدين"، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، "قتلا خلال غارة نفذتها طائرات الاحتلال شرقي خان يونس، في جنوب القطاع، قرب الحدود مع مصر"، بعد ظهر السبت.
وذكر المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من حماس، أن "طائرات الاحتلال استهدفت دراجة نارية قرب مركز شرطة (عبسان الكبيرة)، مما أدى إلى سقوط قتيل، وإصابة آخر، توفي في وقت لاحق متأثراً بجراحه"، مشيراً إلى أن "الشهيدين" هما حسين برهم البريم (51 عاماً)، ومنصور كمال أبو نصيرة.
وكانت تقارير سابقة قد أفادت بقيام المقاتلات الإسرائيلية بقصف أحد المنازل في بلدة "بيت لاهيا"، شمالي القطاع، في وقت مبكر من صباح السبت، مما أسفر عن سقوط قتيلين على الأقل، وإصابة عدد آخر، لم تتضح طبيعته على الفور.
وبحسب المصادر فقد أطلقت طائرتان إسرائيليتان، إحداهما من نوع "إف 16"، صاروخين على منزل يعود لعائلة "أبو سمرة"، في بيت لاهيا، مما أسفر عن "استشهاد" المواطنين محمد المغربي، ومحمود نجم، من "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي."
كما أفاد المركز الفلسطيني للإعلام بأن "طائرات الاحتلال قصفت أيضاً سيارة مدنية أثناء مرورها بشارع صلاح الدين، في (دير البلح)، مما أدى إلى "استشهاد" المواطن محمد الغمري، ويبلغ من العمر 26 عاماً، بالإضافة إلى جرح أربعة آخرين."
وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إلى أن أحد الجرحى، الذين سقطوا في غارة شنتها القوات الإسرائيلية، في وقت سابق من مساء الجمعة، قرب المجلس التشريعي في وسط غزة، يُدعى أحمد حجاج، من سكان حي "الشجاعية"، لفظ أنفاسه السبت، متأثراً بإصابته خلال القصف.
ونقلت "وفا" عن شهود عيان أن مجموعة من المواطنين نجت من قصف إسرائيلي، بصاروخ "أرض - أرض"، استهدفهم شرقي مخيم "البريج"، في وسط غزة، كما أفادوا بوقوع غارة أخرى جنوب حي "الزيتون"، دون أن يبلغ عن سقوط إصابات.
وفي وقت سابق الجمعة، نعت حركة الجهاد الإسلامي "الشهيدين القائدين" فائق سعد، ومعتصم حجاج، اللذين "استشهدا في غارة صهيونية"، قرب مبنى المجلس التشريعي وسط مدينة غزة.
كما أفادت مصادر إسرائيلية وفلسطينية بأن غارة نفذتها طائرات إسرائيلية الجمعة، أسفرت عن مقتل زهير موسى القيسي، الأمين العام للجان المقاومة الشعبية في قطاع غزة، وصهره محمود حنني.
من جانبها، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن "حالة من التوتر الشديد" تسود المناطق الجنوبية، بعد تعرضها لإطلاق عشرات الصواريخ والقذائف الصاروخية من قطاع غزة، وذكرت أن طائرات من سلاح الجو نفذت عدة غارات على "أهداف للمخربين في القطاع، أسفرت عن مقتل 12 مخرباً فلسطينياً على الأقل."
وأضافت أن من تصفهم بـ "المخربين" أطلقوا ثلاثة صواريخ باتجاه مدينة "أشدود"، صباح السبت، وصاروخاً آخر باتجاه "بئر السبع"، إلا أن منظومة "القبة الحديدية" تمكنت من اعتراض جميع هذه الصواريخ، إلا أنها أشارت إلى إصابة عدد من الأشخاص بحالة من الهلع.
وقال راديو إسرائيل إنه في أعقاب هذا التصعيد، أُلغيت جميع المهرجانات والاحتفالات بـ"عيد المساخر"، في التجمعات السكنية المحيطة بقطاع غزة، كما أغلق الجيش الإسرائيلي الطريق رقم 12 على الحدود مع مصر، أمام حركة السير.