القدس (CNN) -- قامت وحدات أمنية إسرائيلية عصر الأربعاء بإخلاء المبنى المتنازع عليه في مدينة الخليل والذي استولى عليه مستوطنون إسرائيليون قبل حوالي أسبوع، وأكدت الشرطة إجلاء 15 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، دون حصول أعمال عنف، بينما استمر الانتشار الأمني بالموقع.
وقال ميكي روزنفيلد، الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية: "المنطقة هادئة وهناك قوات كبيرة ما زالت في الموقع لحماية المبنى والتجمع اليهودي في الخليل."
وكان المستوطنون قد دخلوا المبنى منتصف ليل الثلاثاء، مدعين أنهم قاموا بشراء الموقع من رجل فلسطيني، ولكن السلطة الفلسطينية نفت هذا الأمر، وشككت في كون عملية الشراء قد جرت بشكل قانوني.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر المستوطنين قولهم إن قوات الأمن "تعاملت معهم بعنف خلال عملية الإخلاء،" وأضافت أن الشركة "رفضت هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً."
كما أوردت أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، قال في مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب إن عملية الإخلاء جرت بناء على أوامره المباشرة، مؤكداً أنه "لن يسمح للمستوطنين بمحاولة تكريس الوضع في المبنى بصورة مخالفة للقانون."
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأعضاء مجلس الوزراء قرروا إخلاء المبنى حتى نهاية الشهر الحالي ولكن المستشار القانوني للحكومة أصرّ على ضرورة حصول العملية دون أي تأخير، ودفع ذلك الوزير موشيه يعلون إلى انتقاد باراك، متهماً إياه بالتسرع بإخلاء المبنى، كما وجه الوزير يولي ادلشتاين انتقادات مماثلة للخطوة.
أما رئيسة كتلة حزب "ميريتس" اليساري، زيهافا غالؤون، فاعتبرت أن الجهات الأمنية المختصة "قامت بواجبها على الرغم من الضغوط السياسية."
من جانبه، أكد عماد حمدان، مدير عام لجنة إعمار الخليل، انتهاء عملية إجلاء المستوطنين من المبنى، واعتبر أنها ستساعد على الحد من التوتر في المدينة، واصفاً إياها بأنها "خطوة جيدة إلى الأمام."
وتعتبر مدينة الخليل أكبر مدن الضفة الغربية وأكثرها سكانا، وهي تضم أكثر من 160 ألف فلسطيني، إلى جانب 500 مستوطن إسرائيلي يعيشون في حي تحميه قوات الجيش الإسرائيلي.
وتشير النصوص الدينية إلى أن المدينة هي موقع دفن النبي إبراهيم، وتضم بالتالي مواقع مقدسة لليهود وللمسلمين على حد سواء، غير أن العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين داخلها يشوبها التوتر منذ سنوات، وقد تطور ذلك إلى صدام بين الطرفين في أكثر من مناسبة.
وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو سيلتقي نظيره الفلسطيني، سلام فياض، بعد نهاية عطلة الأعياد اليهودية، في محاولة جديدة لإعادة إطلاق المفاوضات بين الجانبين، علماً أن ملف الاستيطان هو من بين أبرز العقبات التي تحول دون ذلك.