دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أكد وزير شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية، عيسى قراقع، الأنباء حول التوصل إلى اتفاق بوساطة مصرية لمعالجة قضية الإضراب عن الطعام بالسجون الإسرائيلية، مشيراً إلى أن ممثلين عن المضربين سيجتمعون بعد الظهر للرد على الاتفاق.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن قراقع قوله إن "ممثلي الحركة الأسيرة سيجتمعون بعد ظهر الاثنين، بعد تجميعهم في معتقل عسقلان للرد على الاتفاق الذي تم التوصل إليه لإنهاء إضرابهم عن الطعام مقابل استجابة إسرائيل لمطالبهم."
وأضاف قراقع: "إننا بانتظار الرد من اللجنة العليا للإضراب بالسجون التي ستجتمع اليوم لمناقشة الرد الإسرائيلي وفق تفاهم القاهرة الذي جرى عبر عزام الأحمد مبعوث الرئيس محمود عباس ورعاية مصرية مع الجانب الإسرائيلي."
وأوضح الوزير الفلسطيني أن الاجتماع في سجن عسقلان "سيحدد الموقف من الإضراب والقضايا الأساسية التي جرى الاتفاق عليها، خاصة عدم تجديد الاعتقال الإداري لكافة المعتقلين الإداريين وإنهاء سياسة العزل الانفرادي والسماح لأهالي قطاع غزة بزيارة أبنائهم في السجون."
واعتبر قراقع أن هذه الردود تحمل مؤشرات إيجابية تحتاج إلى ضمانات من الجانب الإسرائيلي للإسراع بتنفيذها خاصة في ظل تدهور الوضع الصحي للأسرى المضربين عن الطعام منذ 77 يوما.
من جانبها، نقلت الإذاعة الإسرائيلية أن مصر "أنجزت اتفاقا يرمي لإنهاء الإضراب عن الطعام الذي أعلنه المئات من السجناء الأمنيين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية،" على حد تعبيرها.
ونسبت الإذاعة إلى مصدر فلسطيني لم تكشف هويته، وقالت إنه مقرب من المفاوضات الجارية بهذا الصدد في القاهرة، أن الاتفاق ينص على قبول إسرائيل بمطالب السجناء مقابل إعلانهم عن إنهاء الإضراب.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، قد ناشد السبت، المجتمع الدولي التدخل من أجل "إنقاذ حياة الأسرى،" في السجون الإسرائيلية والذين أعلنوا أكبر إضراب جماعي عن الطعام الشهر الماضي.
وحمل فياض الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن سلامة الأسرى،" وطالب "بالإفراج الفوري عنهم جميعاً، وفي أسرع وقت ممكن، ودون تمييز، وفي المقدمة منهم الأسرى القدامى والنساء والأطفال، وأعضاء المجلس التشريعي."
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن فياض قوله "هذه مطالب ملحة، وغير قابلة للتأجيل خاصة في ضوء المعركة التي يخوضها أسرانا في سجون الاحتلال، معركة العز والكرامة.. هؤلاء ضحوا بكرامتهم وحريتهم من أجل حرية الوطن."
ويوم 17 أبريل/نيسان، بدأ أكبر إضراب جماعي عن الطعام ينفذه نحو 1600 من السجناء الفلسطينيين، ويعد الأضخم من نوعه في تاريخ السجون الإسرائيلية.
وتتمثل أبرز مطالب السجناء بإنهاء "سياسة الاعتقال الإداري، والعزل الانفرادي، وإعادة التعليم الجامعي والتوجيهي، ووقف الاعتداءات والاقتحامات لغرف وأقسام الأسرى، والسماح بالزيارات العائلية وخاصة لأسرى قطاع غزة."
وقال فياض الذي شارك يوم السبت، في "خيمة الاعتصام والتضامن مع الأسرى المضربين في بيت لحم" إن "الوقت آخذ بالنفاذ، والعديد من أسرانا دخلوا مرحلة الخطر على حياتهم، ولا بد من تدخل دولي فاعل وفوري لإنقاذ حياتهم."
وأضاف أن "مطالب الأسرى التي أعلنت مع الإضراب المفتوح عن الطعام هي مطالب إنسانية بسيطة وعادلة ومشروعة، حيث أنها تتلخص بشكل أساسي بإنهاء العزل الانفرادي والتفتيش العاري المذل، والحرمان من الزيارة، وظروف اعتقالهم."
وأدان فياض "استمرار إسرائيل بانتهاكاتها الفاضحة وخرقها للقانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية ذات الصلة، وأكد ضرورة إعمال القانون الدولي بكافة مكوناته، وإلزام إسرائيل بالتوقف عن ممارساتها الفاضحة لهذه المواثيق والأعراف."