الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN) -- أعلن وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، أن بلاده تتعهد بتقديم ثلاثة مليارات و250 مليون دولار لليمن من أجل دعمها اقتصاديا، وذلك في افتتاح الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن الذي تستضيفه الرياض الأربعاء، بمشاركة عدة دول.
وحض الفيصل الدول المشاركة على مساعدة اليمن، معتبراً أن أمن واستقرار الدولة التي تشهد اضطرابات بسبب نشاط مجموعات مسلحة ينتمي بعضها لتنظيم القاعدة وبعضها الآخر لجماعات شيعية متمردة في الشمال، هو "مسؤولية دولية."
ويعقد الاجتماع، وهو الثالث من نوعه، بحضور رئيس الوزراء اليمني، محمد سالم باسندوة، إلى جانب مشاركة وفود تمثل عدة دول بينها دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والجزائر وماليزيا والصين وألمانيا وفرنسا والدنمرك والهند والولايات المتحدة واليابان وتركيا وأسبانيا وبريطانيا والبرازيل وروسيا وإيطاليا.
وقال الفيصل في كلمته إن هذا المؤتمر "يأتي امتداداً للاجتماعين السابقين،" متمنياً الخروج بـ"نتائج عملية ملموسة تتواكب مع مستوى الصعوبات والمخاطر والتحديات التي يمر بها الشعب اليمني."
وقدم الفيصل تعازيه لليمنيين بسبب تفجيرات "ساحة السبعين" في صنعاء الاثنين، معتبراً أن العملية "لا يجب أن تزيدنا إلا إصراراً وعزماً على دعم اليمن ومساعدته لمواجهة الإرهاب والتهديدات الأمنية."
ورأى الفيصل أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة "أكبر دليل على الدعم الكبير الذي تحظى به المبادرة الخليجية في أوساط الشعب اليمني، وتطلعه إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتقدم."
وتابع الأمير السعودي بالقول: "إن أمن واستقرار وتنمية اليمن هي مسؤولية دولية ومردودها على الأمن الدولي مبرر للالتزام الدولي في تلبية متطلبات التنمية في اليمن، وأود هنا أن أحث كافة الدول الصديقة لليمن على دعم وتمويل المشاريع والبرامج والخطط التنموية التي يقدمها اليمن."
وعدد الفيصل المشاكل التي تعاني منها اليمن بسبب ظروفها الأمنية والسياسية، وقال إن ذلك أسهم في "تراجع حاد للنشاط الاقتصادي وتوقف جزء كبير من البرنامج الاستثماري وكذلك تجميد المساعدات والمعونات من بعض المانحين."
وشدد على أن المملكة ستقدم ثلاثة مليارات و250 مليون دولار "مساهمة منها في دعم المشاريع الإنمائية التي سيتم الاتفاق عليها من الجانب اليمني وفق الخطة الانتقالية المقدمة من الحكومة اليمنية لاجتماعنا هذا، وتشمل دعم كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية إلى جانب تمويل وضمان صادرات سعودية ووديعة في البنك المركزي اليمني."
كما أعلن وزير الخارجية السعودي أن بلاده ستستضيف مؤتمر المانحين المقبل، مقترحاً عقده خلال الفترة ما بين 27 و30 يونيو/حزيران المقبل.
ويعيش اليمن ظروفاً اقتصادية وسياسية صعبة منذ سنوات، ولكن الأوضاع تفاقمت منذ عام ونصف مع اندلاع التحركات الشعبية المناهضة لحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ورغم تنحي الأخير ووصول نائبه عبدربه منصور هادي إلى سدة الرئاسة بموجب ما يعرف بـ"المبادرة الخليجية،" إلا أن مصاعب عديدة تعترض العملية السياسية.
وقد فاقمت المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والمتمردين من مختلف التيارات شمالي وجنوبي البلاد، بنزوح مئات الآلاف من مناطقهم، كما يستضيف اليمن مئات الآلاف من لاجئي دول القرن الأفريقي.