صنعاء، اليمن (CNN) -- شارك الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في حفل خطابي وعسكري أقيم في صنعاء بمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية الثلاثاء، رغم مقتل وإصابة المئات من المشاركين في العرض في انفجار وقع الاثنين أثناء التدريب في ساحة ميدان السبعين حيث كان من المقرر إقامته.
وتغير موقع العرض العسكري، الذي صمم هادي على إقامته في ساحة العروض في كلية الطيران والدفاع الجوي القريب من منزله بشارع الستين الغربي، بحضور شخصيات كبار مسؤولي الدولة ومدنيين، بالإضافة إلى ممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع والمشايخ وممثلي بعثات السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين لدى اليمن.
وتضمن العرض الأول الذي احتفل به اليمنيون في ظل غياب الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، عن المشهد السياسي، وحدات عسكرية من الجيش والأمن بينها وحدات عسكرية كانت تتمرن بالأمس في ميدان السبعين أثناء الهجوم الانتحاري الذي خلف قتلى وجرحى.
الأماكن المحيطة بكلية الطيران شهدت إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة حيث أغلق شارع الستين الغربي بالكامل وسط انتشار لوحدات عسكرية .
وقال سامي السياغي، رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بجامعة صنعاء، قال لـCNN بالعربية إن إقامة العرض "رد واضح على قوى الظلام والإرهاب وكل القوى الممالئة لهذه القوى،" مشيراً بذلك إلى جماعة الإخوان المسلمين التي اعتبر أنها "لم تتخذ إلى الآن أي موقف ايجابي باتجاه المشاركة الفعلية في دحر هذا الخطر على الميدان كما هو العهد بها في محطات سابقة تعرض فيها اليمن إلى إخطار مشابهه،" على حد تعبيره
أما سقاف السقاف، نائب مدير تحرير مجلة "مدارات إستراتيجية" فقد قال لـCNN بالعربية : "الإصرار والعزيمة على إقامة العرض العسكري دافع قوي لكل أبناء اليمن بالمضي إلى الأمام." معتبراً أن التفجير الذي استهدف سرية عسكرية هو "استهداف لليمن ووحدة واستقراره."
وأضاف: "عدم إقامة العرض رسالة سلبية سيعطي المنفذين فرضه للتمادي والرسالة الأفضل هي إقامة العرض ومعناها أن الإرهاب مرفوض وأن اليمن سيمضي في خيار التغيير السلمي،" مطالباً القيادة اليمنية ممثلة بالرئاسة والحكومة "الإسراع في تنفيذ ما تبقى من بنود في مبادرة الخليج وإعطاء أولوية للجانب الأمني باعتباره المؤثر على العملية السياسية برمتها ومن ثم الدخول إلى الحوار الوطني بروح منفتحة (حسب وصفه) على كل الاتجاهات."
وأكد السقاف على ضرورة مناقشة القضايا الجوهرية وفي مقدمتها القضية الجنوبية لما لها من ارتباط بوحدة اليمن واستقراره وقضايا الإصلاح السياسي وطبيعة النظام وملامح اليمن الذي يطمح إليه اليمنيين.
وكانت مصادر طبية تابعة للجيش اليمني قد أشارت إلى ارتفاع عدد قتلى الهجوم الانتحاري الذي استهدف سرية عسكرية تابعة للأمن المركزي، إلى 105 قتلى من الضباط والجنود بالإضافة إلى نحو 220 جريحا، أثناء عرض عسكري تدريبي.
وذكرت مصادر عسكرية متواجدة في المكان لـCNN بالعربية إن المعلومات الأولية تشير إلى أن أحد الجنود، أو شخص يرتدي الزى العسكري، قام بتفجير حزام ناسف خلال التدريبات، ما يشير إلى أن الإصابات تركزت في صفوف العسكريين.
ولفتت المصادر إلى أن وزير الدفاع اليمني، محمد ناصر علي، كان في المكان برفقة قائد أركان الجيش، أحمد علي الأشول، لكنهما لم يصابا بأذى، مضيفاً أن شظايا الانفجار وصلت إلى المنصة الرئيسية حيث من المقرر جلوس كبار الضيوف.