دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت السلطات السودانية موافقتها على وقف ما أسمتها "العدائيات" مع دولة جنوب السودان، في أعقاب المواجهات الدامية بين الجانبين، إثر قيام جيش الدولة الوليدة بالهجوم على منطقة "هجليج" النفطية، التابعة لسيطرة نظام الخرطوم.
وأعربت وزارة الخارجية السودانية، في بيان أصدرته مساء الخميس، عن ترحيبها بقرار مجلس الأمن، الصادر في اليوم السابق الأربعاء، وبـ"خارطة الطريق"، التي أجازها مجلس السلم والأمن الأفريقي، كما أكدت أن حكومة السودان "سوف تلتزم بما جاء في القرار بوقف العدائيات مع دولة جنوب السودان، وفق الفترة المحددة."
وشددت الخرطوم على أنه "في ظل الهجمات والاعتداءات المتكررة، التي يقوم بها جيش دولة جنوب السودان، على الأراضي السودانية حتى اليوم، كما في أم دافوق وتلودي وسماحة، أو هجماته واحتلاله للمناطق المتنازع عليها، كما في كافيا كنجي وكافيا دبي، أو تهديده بإعادة مهاجمة هجليج، فإن القوات المسلحة السودانية ستجد نفسها مضطرة لاستخدام حق الدفاع عن النفس."
وعبرت الخارجية السودانية، بحسب بيانها الذي أوردته وكالة الأنباء الرسمية "سونا"، عن أملها في أن "يلتزم الطرف الآخر بالوقف الكامل للعدائيات، وسحب قواته من المناطق المتنازع عليها، حتى لا تجد القوات المسلحة نفسها مضطرة لذلك، وحتى يتم الوفاء بما أقرته خارطة الطريق، وأجازه مجلس الأمن بشأن وقف العدائيات."
وفيما يتعلق بمنطقة "أبيي"، جددت وزارة الخارجية التزام حكومة السودان بالبروتوكول الخاص بالمنطقة، الموقع في يناير/ كانون الثاني 2005، والتزامها في ذات الوقت بالتنفيذ الناجز لكل الخطوات الإدارية والعسكرية المترتبة على اتفاق الترتيبات المؤقتة لمنطقة أبيي، والذي تم توقيعه بين طرفي اتفاق السلام الشامل في العشرين من يونيو/ حزيران من عام 2011.
وفي تطور لاحق الجمعة، جدد وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، اشتراط الحكومة بعودة العلاقات الطبيعية بين السودان ودولة جنوب السودان، بتجاوب الأخيرة مع مسألة القضايا الأمنية، وإزالتها من وجه العلاقة بين البلدين، مؤكداً أنه "ستكون هناك مصالح وعلاقات وفوائد لمواطني البلدين."
ولفت كرتي، في تصريحات إذاعية، نقلتها "سونا"، إلى أن الأجانب الأربعة الذين تم اعتقالهم، كانوا في هجليج، والتي جرت فيها معركة كبيرة، فكيف لمواطن مدني أن يتجول فيها بمعدات وعربات مبيناً أن هذه "شكوك" تجرى تحريات وتحقيقات بشأنها.
وكانت وزارة الدفاع السودانية، قد كشفت الأسبوع الماضي، عن اعتقال أربعة من الأجانب في "هجليج"، للاشتباه بتورطهم في "أنشطة مشبوهة"، قائمة على حالة عدم الاستقرار في تلك المنطقة، وبينت أن الأجانب المعتقلين هم من حملة الجنسية البريطانية والنرويجية، بالإضافة إلى جنوب أفريقية، بينما ينتمي الرابع إلى دولة جنوب السودان.