البحرين، المملكة العربية السعودية (CNN) -- طالبت بعض الكتل النيابة البحرينية في مؤتمر صحفي عقدته الأربعاء بتغير السفير الأمريكي في المنامة "لتدخله السافر" في الشؤون الداخلية للبحرين، بينما أفرجت النيابة العامة عن الناشط نبيل رجب، الموقوف على خلفية تعليقات اعتبرت "مهينة" لسكان مناطق معينة، وقررت بدء محاكمته في يوليو/تموز المقبل.
وبما يتعلق بطلب طرد السفير الأمريكي في البحرين، فقد هددت الكتل المعترضة على مواقفه بمساءلة وزير الخارجية "في حالة عدم اتخاذ أي إجراء ضد التدخلات الأجنبية في الشئون الداخلية للبحرين،" بينما رفض عدد من النواب الطلب، واعتبروا أنه "تعد على السلطة التنفيذية."
ويأتي هذا القرار من الكتل البحرينية بعد تصريحات السفير الأمريكي في المنامة وتصريحات مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل بالولايات المتحدة الأميركية، مايكل يوسنر الذي طالب بتطبيق توصيات "لجنة بسيوني" وتوصيات هيئة حقوق الإنسان بجنيف.
وذلك إلى جانب "إسقاط التهم ضد الأطباء وتطبيق معايير حقوق الإنسان بشكل شفاف."
وطالب النائب السلفي عبد الحليم مراد بطرد السفير الأمريكي في البحرين، توماس كراجيسكي، بحجة "تطاوله على سيادة البحرين من خلال تصرفاته وتصريحاته."
وقال مراد لـ CNN بالعربية: "لقد وصل الأمر حيث لا يمكن السكوت عنه من تدخلات سافرة في القضاء وسيادة الدولة لاسيما زيارة بوسنر... كراجيسكي يتطاول على البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي أيضا، ولتصريحاته توجه طائفي وتخلق الكراهية والفتنة بين المجتمع البحريني."
واتهم مراد السفير الأمريكي بمحاولة "إملاء شروط على المسؤولين في الدولة تجاوزت الأعراف الدولية،" وطالب وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد آل خليفة، باتخاذ اللازم لتنفيذ ذلك، لاسيما أن البرلمان طالب في وقت سابق بذلك، ملوحاً بتعريضه للمساءلة.
من جانبه قال النائب المستقل أسامة التميمي لـ CNN بالعربية، إنه لا يؤيد ما خرج به اجتماع الكتل البرلمانية في طرد السفير الأمريكي في البحرين لعدة أسباب، أهمها أن تعيين السفراء وقبول سفراء الدول الأخرى "هو حق أصيل لجلالة الملك ولا يجوز التدخل فيه من أي سلطة."
وتابع بالقول: "ثانيا، ليس من الحكمة أن نخلق عداء مع دول محورية عضو دائم في مجلس الأمن لها ثقل سياسي اقتصادي عسكري عالمي، بل العكس يجب أن ندفع هذه البلدان لتفهم مطالبنا الحضارية التي يطالب بها الشعب من حقوق دستورية وغيرها بشكل سلمي."
واعتبر التميمي أنه "من الحكمة من دولة صغيرة مثل البحرين والتي تستمد شرعيتها وحمايتها وسيادتها من الشرعة الدولية والتوازنات الإقليمية وعضوية الأمم المتحدة ألا تدفع نحو تأزيم الأمور مع دولة صديقة مثل الولايات الأمريكية."
وفي سياق منفصل، أمرت المحكمة الكبرى الجنائية الأربعاء بإخلاء سبيل الناشط نبيل رجب، رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، بعد اعتقال أكثر من خمسة أسابيع، مع استمرار محاكمته في القضية المتعلقة بنشاطه على "تويتر".
وقال المحامي محمد الجشي، إنه تم تأجيل الجلسة التي يحاكم فيها رجب بتهمة القذف إلى 9 يوليو/تموز المقبل، حيث رفع عدد من أهالي المحرق قضية ضده لأنه "ربط ولاء أهل المحرق لرئيس الوزراء بالمال فقط وليس غير المال،" فيما تتهم النيابة العامة رجب بما قالت "نشره على مواقع التواصل الاجتماعات عبارات تناول فيها أهل المحرق بما يشكك في وطنيتهم" حسب التهمة الرسمية لرجب.
وقال رجب عقب إخلاء سبيله إن اعتقاله جاء على خلفية انتقاداته إلى رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة وأضاف: "يعتقدون أنهم بهذه الاعتقالات ممكن أن يسكتوا صوتي أو يسكتوا العمل النضالي الذي يقوم به شعب البحرين"، مضيفاً بأن ذلك "لن يزيدنا إلا إصرارا وصمودا حتى تحقيق مطالب هذا الشعب."
ورأى رجب أن اعتقاله "رسالة أراد النظام إيصالها إلى كل الرموز السياسية في البلاد،" وأضاف: "سوف نواصل الكفاح والنضال ضد الاستبداد والطغيان حتى تحقيق مطالب هذا الشعب التي خرجنا من أجلها" على حد تعبيره.