أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- رغم صلابة الموقف الروسي الداعم للنظام السوري في تصديه لانتفاضة شعبية مناهضة له، ووقوفه بجانب الصين، بوجه عدد من القرارات الدولية لإيجاد مخرج من الأزمة الدموية، أكد خبير واسع الاطلاع إن موسكو لن تعارض تدخلاً دولياً في سوريا.
وسألت مذيعة CNN، كريستيان أمانبور، الخبير الروسي المولد، ديمتري سيمز، وهو رئيس "مركز المصالح القومية"، ومقره واشنطن، وله ارتباطات وثيقة بالحكومة الروسية وخبراء روس مختصين في الشؤون الخارجية، "هل تعني إذا قررت الولايات المتحدة جمع حلفائها للقيام، على سبيل المثال، ما حدث في كوسوفو، بأن روسيا لن تمانع؟"
ورد سيمز بقوله: "سمعنا مؤخراً من وفد روسي رفيع المستوى ويشمل مسؤولين بمناصب رسمية، وجرى طرح هذا السؤال من قبل، والإجابة كانت واضحة للغاية: روسيا لن ترحب بمثل هذا التدخل، ولن تجيزه."
وتابع الخبير: "إنها (روسيا) لن تعارض مثل هذا التدخل وهو لن يكون قضية أساسية في العلاقات الروسية-الأمريكية."
ووصف الانتقادات التي وجهتها وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، لروسيا في تصريحات الأخيرة بأنها "غير مجدية.. لأن روسيا تسعى، ومن خلف الكواليس، التوصل لأرضية مشتركة مع الولايات المتحدة.
وأضاف: "بفهم سيكولوجية بوتين (الرئيس الروسي) فإذا أردت تعاونه فعليك تفادي التضييق عليه علانية."
ووصف تصريحات كلينتون بـ"دبلوماسية الصوت العالي" وأن الهدف منها، وعلى حد قوله، مخاطبة الرأي العام الداخلي أثناء موسم الانتخابات الرئاسية.
وعقب ساخراً: "فهمي للوضع الراهن بأن إدارة أوباما لا تريد التدخل في سوريا وتستخدم روسيا كذريعة."
وأوضح أن روسيا تخشى تكرار سيناريو ليبيا في سوريا، حيث قادت أمريكا تدخلاً تحت غطاء عمليات إنسانية قبل أن تتحول إلى حرب شاملة ضد نظام العقيد الراحل، معمر القذافي، على حد قوله.
ولفت إلى أنه في حال سعت واشنطن لدور روسي في مسألة مثيرة للجدل، كالتدخل العسكري في سوريا، فأن يتعين عليها اعتبار روسيا كقوى عظمى وشريك كامل.
وشكك الخبير في دعم الروسي للرئيس الأسد بقوله: "لا يزودونه بأسلحة جديدة.. وصرحوا علانية بأنهم لن يلجأوا للقوة نيابة عنه، كما أنه من الواضح أنهم أطلعوا مسؤولين أمريكيين سرا، والأهم من ذلك بطانة الأسد، بأنهم غير ملتزمون بالأسد شخصياً."
وعن الرئيس الروسي، قال سيمز: "لا يريد أن يكون الشخص الوحيد الذي هذا الطاغية الفاشل، أعتقد أنه يدعمه لكن لحد ما.
ويذكر أن موسكو أكدت، مرارا، بأنها لن تسمح باستخدام القوة العسكرية لإسقاط النظام السوري، واتهمت "قوى خارجية" بإشعال الأوضاع في الدولة العربية، التي تشهد احتجاجات واسعة، منذ ما يقرب من عام ونصف.