CNN CNN

توافق دولي حول مرحلة انتقالية وكلينتون للأسد: أيامك معدودة

الاثنين، 30 تموز/يوليو 2012، آخر تحديث 21:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- توصل المجتمعون في مؤتمر جنيف المخصص حول الوضع بسوريا إلى وضع خطة لمرحلة انتقالية في سوريا تعتمد على خطة المبعوث العربي والدولي، كوفي عنان، تنتقل بموجبها السلطة بالكامل إلى حكومة موسعة الصلاحيات تشرف على انتخابات بعد تعديل دستوري، وقد سارعت وزيرة الخارجية الأمريكي، هيلاري كلينتون، للقول إن أيام الرئيس السوري، بشار الأسد، باتت معدودة، ولا مكان له في الفترة المقبلة.

وقال البيان الختامي للاجتماع الذي شهد الكثير من التجاذب قبل التوصل إلى إقراره إن على جميع الأطراف تطبيق خطة عنان التي تنص على وقف العنف بكل أشكاله فوراً، ودون انتظار للطرف الآخر والتعاون مع بعثة المراقبة الدولية  والإفراج عن المعتقلين والسماح بدخول وسائل الإعلام واحترام حق التظاهر السلمي.

كما أشار إلى التوصل لـ"مبادئ وخطوط عريضة" حول الانتقال السلمي، بينها التوصل لخطوات واضحة تستند على جدول زمني، واحترام رغبات الشعب السوري الذي يتطلع إلى دولة تطبق الديمقراطية بأحزاب متعددة وتسمح بظهور قوى سياسية جديدة عبر انتخابات والابتعاد بسوريا عن التمييز القائم على أساس الدين أو العرق أو الطائفة.

وبين المبادئ أيضاً التوصل إلى حكومة انتقالية يمكنها توفير مناخات تجري خلالها العملية الانتقالية و"ستمارس تلك الحكومة كامل الصلاحيات التنفيذية ويمكن أن تضم شخصيات من الحكومة الحالية ومن المعارضة والأطراف الأخرى،" في إشارة إلى أن السلطات التنفيذية التي تتركز بشكل شبه كامل بيد الرئاسة السورية ستنتقل إلى الحكومة الجديدة.

ويصار بعد ذلك إلى البحث في تعديل الدستور وإجراء انتخابات نزيهة للمؤسسات الجديدة.

وقال المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، كوفي عنان، إن المجتمع الدولي منحه الدعم من أجل العمل لإنهاء العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وبدء عملية سياسية تنطلق من سوريا من أجل تحقيق مطالب الشعب.

وشدد عنان، في مؤتمر صحفي عقده بعد انتهاء المؤتمر، أن على جميع الأطراف "وقف العنف فوراً والالتزام بخطة النقاط الست، وعلى الحكومة والمعارضة أن تسمح بالوصول للمعتقلين وإطلاق سراحهم والسماح بالتظاهرة السلمي ودخول المساعدات الإنسانية للمحتاجين."

وبحسب عنان، فإن الحكومة الانتقالية لن تشمل "من تلطخت أيديهم بالدماء،" وقد أقر المبعوث الدولي بمدى صعوبة مهمته "نظراً للوضع الميداني،" ونفى تحديد مواعيد للاجتماع القادم لمجموعة العمل الدولية حول سوريا، مشيراً إلى أن تطورات الموقف هي التي ستفرض تلك المواعيد.

وأكد عنان أنه سيبدأ العمل مع الحكومة والمعارضة والمجتمع السوري "من أجل دراسة الخطة والبحث عن طريق للمستقبل،" مشيراً إلى وجود هناك إطار زمني للخطة، غير أنه لم يحدده بوضوح، مكتفياً بالقول: "أتمنى رؤية التطور على الأرض قبل نهاية العام الجاري."

ولدى سؤاله من قبل الصحفيين عمّا إذا كان هذا يعني بأن الأسد سيخرج من السلطة بحلول نهاية العام قال عنان: "ليس لدي كرة سحرية لأعرف ذلك."

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون: "اتفقنا على دعم خطة عنان التي تشمل العملية الانتقالية، بما في ذلك بناء سوريا تحترم حقوق شعبها، بما في ذلك الأقليات وحكومة انتقالية موسعة الصلاحيات."

وأضافت الوزيرة الأمريكية، خلال مؤتمر صحفي عقدته بعد انتهاء مؤتمر عنان، إن الولايات المتحدة: "ستحاول التوصل لتوافق وإعطاء زخم لهذه العملية ولكن الأسد يواصل شن حرب على شعبه."

وأكدت كلينتون أنها ستواصل الضغط على الأسد والعمل لتوفير المساعدات للمحتاجين، ووصفت الوزيرة الأمريكية النظام السوري بأنه "قاتل" محذرة بأن المنطقة "قد تتأثر أكثر فأكثر ويمتد الصراع لدول مجاورة."

وتابعت بالقول: "على الأسد أن يتنحى.. وهو لن يشارك بالحكومة الانتقالية لأن يداه ملطختان بدماء الشعب السوري وحق الحكم سيكون بالكامل للجهة الانتقالية، ما يعني أن عليه التنحي، ولا مكان بالمرحلة الانتقالية لمن تلطخت أيديهم بالدماء.. ونعتمد على روسيا والصين لإبلاغ الأسد بأن الأمر قد حسم."

وأضافت: "يجب أن يفهم الأسد بوضوح أن أيامه معدودة، وقد قتل 800 شخص هذا الأسبوع، يعني أكثر من مائة كل يوم."


من جانبه، رد نظيرها الروسي، سيرغي لافروف، بالقول إن هناك "أعمال عنف في الكثير من المدن التي تخضع الكثير من الأحياء فيها للمسلحين،" قائلاً أن على المسلحين "الانسحاب من المدن" متهماً إياهم بـ"منع دون دخول الصليب الأحمر."

واعتبر الوزير الروسي أن هناك "أدلة تشير إلى أن المعارضة المسلحة التي تحصل على تدريب لا تلتزم بالواجبات المفروضة عليها وهي يستفزون القوات الحكومية،" ورفض الإشارة إلى ضرورة تنحي الأسد قائلاً إن الخطة الانتقالية "متروكة للسوريين من أجل وضع تفاصيلها وليس للقوى الخارجية."

ورأى لافروف أن الوثيقة لا تتطرق لمصير الأسد، وقد جرى حذف البند الموجود في المشروع الأولي، والذي كان يشير إلى ضرورة عدم ضم الأشخاص الذين قد يهددون العملية الانتقالية إلى الحكومة الانتقالية.

وكان عنان قد افتتح اجتماع جنيف بالقول إن الأزمة السورية ما كانت لتصل إلى هذا المستوى لو أن خطته حول ذلك البلد طبقت بنجاح، محذراً من المسار الذي تتخذه الأمور حالياً.

كما سبق لوزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن قال بأن روسيا والصين، وهما أبرز حلفاء دمشق على الصعيد الدولي، تصعّبان المحادثات، ودعا نظرائه في الاجتماع إلى "التحرك بسرعة وتصميم لتوفير خريطة طريق تقود سوريا بعيدا عن حافة الهاوية والإصرار على تنفيذها."

وفي القاهرة، قالت المعارضة السورية البارزة، ريما فليحان: "لن نقبل بدء أي حوار قبل تنحي (الرئيس السوري بشار) الأسد، ونحن نصر على حقنا بمحاكمة كل من تورط في المجازر ضد الشعب وكل مسؤول أصدر الأوامر بارتكاب تلك الجرائم ضد شعبنا."

من جانبه، أصدر المكتب الإعلامي للمجلس الوطني السوري، الممثل الأكبر للمعارضة، بياناً حول مؤتمر جنيف السبت، انتقد فيه غياب ممثل عن السوريين في الاجتماع مشبهاً ما يجري فيه بمؤتمر جنيف بعد حرب عام 1973 مع إسرائيل.

وقال بيان المجلس الوطني إن أجواء اللقاء الحالي والتحذيرات من أن فشل المؤتمر سيدفع المنطقة إلى "دوامة الحرب" تشبه تصريحات المسؤولين الدوليين عام 1973، مضيفاً: "يعني العامل المشترك أن المجتمعين يناقشون ما يخدم أجنداتهم وليس مصالح المظلوم أو إدانة الظالم.. الدماء ليس لها أي دور إجرائي في هذه المؤتمرات."