دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تفجرت أزمة جديدة بين المملكة العربية السعودية وروسيا، خلال الساعات القليلة الماضية، في أعقاب تصريحات منسوبة لأحد المسؤولين في وزارة الخارجية الروسية، وصفتها المملكة بـ"العدائية" ضدها، كما اعتبرت أنها تأتي لصرف الأنظار على المجازر التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه، بدعم من موسكو.
وصرح مصدر مسؤول في الخارجية السعودية بأن المملكة اطلعت "باستهجان واستغراب شديدين، على التصريح الصادر عن مفوض وزارة الخارجية الروسية لحقوق الإنسان، عن المملكة، والذي يشكل تدخلاً سافراً وغير مبرر بأي حال من الأحوال في شؤون المملكة، ويتنافى في الوقت ذاته مع الأصول والقواعد السياسية والدبلوماسية."
وتابع المتحدث السعودي قائلاً: "وإذ تستنكر حكومة المملكة هذا التصريح، الذي تعتبره عدائياً، فإنها تود أن تذكر المسؤول الروسي بأن المملكة كانت ولا تزال، حريصة على احترام قواعد الشرعية وسيادة الدول واستقلالها، ونأت بنفسها عن التدخل في شؤونها الداخلية، بما في ذلك حرصها على عدم التدخل في شؤون روسيا، وسياساتها في التعامل مع الاضطرابات داخل حدودها، والتي أودت بأرواح العديد من الضحايا."
وأضاف في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" السبت، إن المملكة "تأمل أن لا يكون صدور مثل هذا التصريح الغريب، يهدف إلى صرف النظر عن المجازر الوحشية والشنيعة، التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه، وبدعم ومساندة لإطراف معروفة، تعرقل أي جهد مخلص لحقن دماء السوريين."
وكان مسؤول ملف حقوق الإنسان بالخارجية الروسية، قسطنطين دولغوف، قد ذكر، في تصريحات له أواخر الأسبوع الماضي، أن "موسكو تأمل أن تتخذ السلطات في المملكة العربية السعودية الإجراءات اللازمة لاستقرار الأوضاع في المنطقة الشرقية للمملكة، ولن تسمح بحدوث صدامات جديدة لأسباب طائفية."
ودعا المسؤول الروسي، في التصريحات التي أوردها تلفزيون "روسيا اليوم" على موقعه، السلطات السعودية إلى ضمان "مبادئ حقوق الإنسان المعمول بها، ومن ضمنها حق التعبير، وحرية التظاهر السلمي"، مشيراً إلى أن الحادث الذي حصل مؤخراً، يمكن أن يؤثر بصورة سلبية على استقرار وتوافق المجتمع المدني في المملكة.
جاءت تصريحات المسؤول الروسي بعد قليل من قيام الأجهزة الأمنية السعودية باعتقال رجل الدين الشيعي البارز، نمر باقر النمر، الذي تصفه وزارة الداخلية بأنه "أحد مثيري الفتنة" في المنطقة الشرقية، بعد تبادل لإطلاق النار، أدى لإصابته في ساقه.
وبينما تقود السعودية، ودول خليجية أخرى، جهوداً دولية لوقف أعمال القتل المتواصلة منذ ما يقرب من 16 شهراً في سوريا، تعارض كل من روسيا والصين أي تدخل خارجي في الأزمة السورية، وسبق أن استخدمتا حق النقض "الفيتو"، ضد مشروع قرار حول سوريا، يدعم دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري بشار الأسد للتنحي.