القاهرة، مصر (CNN) -- أكد مصدر عسكري أن القوات المسلحة المصرية ألقت القبض فجر الجمعة على ستة عناصر وصفها بأنها "إرهابية" في شبه جزيرة سيناء من المشتبه بتورطهم في أحداث الهجوم على نقاط الحدود في مدينة رفح، بينما تناول الرئيس محمد مرسي طعام الإفطار في مدينة رفح بسيناء، بين عناصر الوحدات المنتشرة بالمنطقة.
وأوضح المصدر المصري أنه تم القبض على العناصر المشتبه بها "خلال دوريات مشتركة مع الشرطة المدنية بمناطق جنوب العريش والشيخ زويد ورفح، في إطار متابعة ومداهمة البؤر الإجرامية."
وبحسب ما أورده التلفزيون المصري، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، فقد جاءت هذه الحملات الأمنية لليوم الثالث على التوالي "لتطهير سيناء من البؤر الإجرامية وضبط العناصر الإرهابية و ذلك تحت إشراف اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية، وقيادة الجيش الثاني الميداني."
وأكد مصدر أمني أن من بين المشتبه بهم أحد العناصر الخطرة والمسجلة لدى أجهزة الأمن ومن المطلوبين في قضايا الإرهاب والسلاح وغيرها، مشيرا إلى أن التحقيق معه "يمكن أن يكشف عن التنظيم الإرهابي المطلوب ضبطه."
وصرح مصدر أمنى أخر بشمال سيناء بأن الحملات مستمرة بمشاركة القوات المسلحة مع الشرطة، ويتم فيها استخدام طائرات الأباتشى المروحية المقاتلة والمدرعات والدبابات وقاذفات الصواريخ، مشيرا إلى استمرار الحملات في الأيام القادمة "لحين الانتهاء من تطهير سيناء من الإرهاب والخارجين عن القانون والخطرين على أمن مصر."
وأشار المصدر إلى وصول إمدادات جديدة لدعم الحملات خلال الفترة القادمة من أفراد ومعدات وآليات عسكرية "لمهاجمة أوكار المسلحين والخارجين عن القانون، بالإضافة إلى تحديد مناطق وبؤر جديدة لمهاجمتها وتطهيرها."
وفي سياق متصل، توجه الرئيس المصري، محمد مرسي، إلى العريش بعد ظهر الجمعة لمتابعة الجهود التي تبذلها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لاستعادة الأمن بعد هجوم رفح.
وصرح ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن مرسي "سيتوجه إلى منطقة رفح يرافقه المشير حسين طنطاوي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي لتناول طعام الإفطار مع الجنود في المناطق الحدودية من سيناء."
وكان مسؤول أمني مصري، قد أعلن أن مسلحين ملثمين على دراجات نارية، هاجموا صباح الجمعة، مركزا للشرطة في شمال سيناء، في أحدث حلقة في سلسلة من أعمال العنف في المنطقة.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن أحدا لم يصب أحد بأذى، بينما لاذ المسلحون بالفرار.
وقد شهدت منطقة الريسة في سيناء معركة استمرت ساعات بين المسلحين وقوات الأمن المصرية يوم الأربعاء الماضي، إذ كانت إحدى ستة مواقع مستهدفة من قبل مسلحين مقنعين في سلسلة منسقة من الهجمات، وفقا للواء أحمد بكر مدير أمن محافظة شمال سيناء.
وقال بكر إن مروحيات الأباتشي التابعة للجيش المصري أطلقت صواريخ يوم الأربعاء، ما أسفر عن سقوط العديد من القتلى، ينما ذكرت قناة النيل الحكومية أن الضربات أدت إلى مقتل 20 مسلحا على الأقل في بلدة ميناء العريش.
وفي سياق متصل، قال مسؤول مصري يعمل ضمن قطاع المخابرات في شمالي سيناء لـCNN، إنه من المحتمل أن تكون المجموعة المسلحة التي هاجمت المقر العسكري المصري في رفح على صلة بتنظيم "جيش الجلجلة"، الذي ابتعد أفراده عن حماس في وقت سابق بسبب أفكارهم المتشددة.
ويعتقد أن التنظيم يضم مئات العناصر الذين ينشطون في المنطقة، رغم مقتل قائدهم السابق، عبداللطيف موسى، عام 2009، بعد مواجهات بين أنصاره وحركة حماس، التي اتهمته بإعلان "إمارة إسلامية" في غزة.
وبحسب الجنرال، الذي تحدث إلى CNN طالباً عدم ذكر اسمه، فإن المهاجمين احتاجوا إلى التسلل عبر الأنفاق، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن "حماس" كانت على علم بالهجوم، كما تطلبت العملية الحصول على مساعدة من قبائل البدو المحلية، وهو أمر يمكن تأمينه مقابل المال.
وأضاف الجنرال أن إسرائيل زودت الجانب المصري بقائمة تضم تسعة أسماء لـ"إرهابيين على صلة بالهجوم، وهم أعضاء في جماعة تطلق على نفسها اسم 'التوحيد والجهاد'، وتتخذ من مناطق في سيناء وقطاع غزة مقراً لها."
وقد وأرسلت القوات المسلحة المصرية تعزيزات كبيرة إلى سيناء الخميس، كما جرى إعادة افتتاح نقطة شرطة كانت قد أُحرقت خلال اضطرابات وقعت في يناير/كانون الثاني الماضي في منطقة "الشيخ زويد"، وفقاً لما أكده اللواء أحمد بكر، مدير أمن شمال سيناء.
يشار إلى أن التطورات في سيناء جاءت على خلفية مهاجمة مسلحين لنقطة عسكرية مصرية قرب الحدود مع إسرائيل في مدخل مدينة رفح، يوم الأحد الماضي، حيث بقتل 16 جنديا مصريا، وجرح سبعة آخرون.
وأثارت الهجمات جدلا كبير في مصر، ما دفع الرئيس محمد مرسي إلى إقالة كل من مدير المخابرات العامة، ومدير الشرطة العسكرية، وقائد الحرس الجمهوري، ومحافظ شمال سيناء، ومدير أمن شمال سيناء.