دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تناقلت عدة صحف عربية تصريحات منسوبة لمسؤول روسي حول موافقة الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي، بينما نشرت "تقارير مؤكدة" عن فقدان شقيقه ماهر الأسد لقدميه في الانفجار الذي استهدف مسؤولين أمنيين في دمشق الشهر الماضي.
وتناقلت صحف نبأ نشرته صحيفة "الوطن" السعودية في الأساس، تحت عنوان "ماهر الأسد فقد قدميه،" وقالت فيه نقلا عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد فقد ساقيه خلال العملية التي استهدفت "خلية الأزمة" بمبنى الأمن القومي في دمشق الشهر الماضي.
وأكد بوغدانوف لـ"الوطن" أن ماهر قائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري، والقائد الفعلي لخلية الأزمة، كان حاضرا اجتماع خلية الأزمة، ووصف حالته بأنه "يصارع من أجل البقاء".
وأعلن بوغدانوف خلال حديث هاتفي مع "الصحيفة" موافقة الرئيس بشار الأسد على التنحي، وقال "أنت تعلم أننا لا نريد أن نكون في موضع غير محايد أو أن نكون ضد أحد أطراف الأزمة.. نشجع وقف القتال فورا من طرفي النزاع، ومنذ تفجير دمشق (خلية الأزمة) وغياب ماهر، ومقتل القيادات العسكرية والأمنية، الوضع يتدهور بشكل سريع وخطير."
وأوضح قائلا "نحن نريد وضع معالجة سريعة للأزمة السورية ونتحدث بشكل يومي مع المعارضة ومع الحكومة التي تتعاون معنا بشكل كبير للبحث عن مخرج، لكن إلقاء السلاح هو الحل الأهم في منع وصول سورية إلى الحرب الأهلية التي نراها قريبة جداً بدافع من دول كثيرة في المنطقة ترغب في ذلك، فنحن مازلنا الوحيدين المؤمنين بالدفع للحل السياسي ولإيجاد آلية سلمية على الأقل لانتقال السلطة في سوريا."
وفي الشأن السوري أيضا كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" تحت عنوان "حلب ودمشق في صدارة المشهد الأمني السوري.. وبلدة التل منطقة منكوبة،" تقول: "تطغى المعارك والاشتباكات العنيفة الحاصلة في مدينة حلب، كما حملات الدهم والاعتقالات التي تشل الحركة في العاصمة دمشق، على مجمل المشهد السوري منذ عدة أيام.. مع تركيز قوات الأمن السورية حملتها العسكرية على أحياء سيف الدولة وصلاح الدين في حلب وأحياء الميدان والشاغور في دمشق."
وأضافت الصحيفة "في الوقت الذي أعلنت فيه الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالأمس مقتل ما يزيد عن 70 قتيلا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى الإجمالي في سوريا فاق 23 ألفا منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل 17 شهرا، بينهم أكثر من 2400 قتلوا منذ بداية أغسطس (آب) الحالي."
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "23 ألفا وشخصين قتلوا في سوريا بحلول 13 أغسطس 2012، بينهم 16142 مدنيا و1018 منشقا و5842 من القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، وتشمل أرقام المدنيين التي يعلنها المرصد المقاتلين المدنيين الذين حملوا السلاح إلى جانب الجنود المنشقين."
وأشار عبد الرحمن إلى أن هذا العدد "لا يشمل من قتلوا من الشبيحة والمفقودين داخل سجون النظام، وكذلك الجثث المجهولة الهوية التي لم توثق بالفيديو،" موضحا أن "2409 أشخاص قتلوا في الفترة الممتدة بين الأول من أغسطس و13 منه فقط."
وتحت عنوان "روسيا في حالة ترقب وإعادة ترتيب الأوراق في ضوء المتغيرات على الأرض،" كتبت صحيفة "الحياة" الصادرة في لندن، تقول: "منذ أن بدأت الأحداث الميدانية في سورية تتخذ منحى تصاعدياً في سخونتها بدا الموقف الروسي حيال الشأن السوري أكثر حذراً وميلاً إلى مراقبة ما يجري بصمت وتجنب إطلاق تصريحات رنانة، وتجلى ذلك خصوصاً مع اندلاع المواجهات في مدينة حلب التي وصفها وزير الخارجية سيرغي لافروف في بدايتها بأنها ستكون معركة حاسمة."
وأضافت الصحيفة: "لا يخفي خبراء ودبلوماسيون روس أن لهجة بلادهم فقدت في الفترة الأخيرة كثيراً من حزمها وباتت أكثر ميلاً لانتظار ما قد تسفر عنه التطورات الميدانية من جانب، والحراك السياسي حول سورية في الجانب الآخر."
وعزا خبراء تحدثت إليهم الصحيفة التطور إلى أن "القيادة الروسية بدأت تدرك أن الموقف أكثر تعقيداً مما كان يبدو خلال الشهور الماضية."
وفي تفسير هذه المقولة أن "غالبية الخبراء والمختصين الروس الذين كانت تتم استشارتهم كانوا يظنون أن النظام السوري قادر على مواجهة الاضطرابات وبسط السيطرة بسهولة على الأمور" في ما بدا أنه نتيجة نقص حاد في المعلومات أو تجاهل متعمد لطبيعة الحراك في الشارع السوري برز بقوة عندما شدد لافروف خلال محادثاته مع المعارضين السوريين على ضرورة عدم إطلاق صفة الثورة على الوضع السوري، معتبراً أن "اختيار هذا الخطاب سوف يعقد المسألة أكثر،" وفق للصحيفة.