واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أظهرت وثيقة بحثية أعدها قبل سنوات الفريق صدقي صبحي، رئيس الأركان الجديد في الجيش المصري، أن رؤيته للدور الأمريكي في المنطقة تشير إلى ضرورة إنهاء واشنطن لتواجدها العسكري في الشرق الأوسط، إلى جانب تنبيهه إلى النظرة السلبية تجاه الولايات المتحدة بالمنطقة بسبب "علاقتها الإستراتيجية والأحادية النظرة مع إسرائيل."

وتعود الوثيقة التي حصلت CNN عليها إلى عام 2005، وقد أعدها صبحي آنذاك لتقديمها خلال دورة عسكرية في الكلية الحربية الأمريكية، وهي توفر إطلالة على وجهة نظره حيال الأوضاع الإقليمية والدولية، ما يجعلها بالغة الأهمية بالنسبة للراغبين في معرفة أسلوب تفكير القيادة الجديدة لدولة ظلت طوال عقود بين أبرز حلفاء واشنطن.

وقال صبحي في جانب من الوثيقة: "أنصح بأن يكون الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة في هذه المنطقة هو الانسحاب العسكري النهائي للقوات الموجودة في الشرق الأوسط والخليج."

كما انتقد صبحي دور الولايات المتحدة على صعيد دعم إسرائيل في العديد من القضايا، معتبراً أن التحالف بين تل أبيب وواشنطن يقف خلف النظرة السلبية للأخيرة في المنطقة.

وشرح وجهة نظره بالقول: "ما من شيء يمكنه توفير شرح أفضل للصراع الأيديولوجي الذي تحتاج الولايات المتحدة إلى التغلب عليه في المنطقة أكثر من العدائية والنظرة السلبية بسبب العلاقات الإستراتيجية والأحادية التي تربطها بإسرائيل."

ورأى صبحي في دراسته البحثية أنه يمكن تخفيف قسوة التحديات الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة في المنطقة إذا جرى "عمل حقيقي" من أجل التوصل إلى حل دائم للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ورغم "جرأة" الملاحظات التي أدلى بها صبحي، غير أن المحللين المطلعين على المنطقة يرون أن وجهات النظر هذه منتشرة على نطاق واسع في المنطقة.

وقال جون ألترمان، المحلل لدى المعهد الاستراتيجي للدراسات الدولية، إن الاعتقاد بمحورية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ضمان أمن المنطقة هو أمر واسع الانتشار بالشرق الأوسط.

أما ميشال دون، المحللة لدى "مجلس الأطلسي" للدراسات، فقالت إن آراء صبحي "غير مفاجئة" بالنسبة له. وأضافت دون، التي عملت في مناصب دبلوماسية في القاهرة كما شاركت في مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن مواقف رئيس الأركان المصري الجديد "تنسجم مع التوجهات الفكرية العامة" في المنطقة.

وتابعت دون قائلاً: "هذه الأفكار هي بالتأكيد ضمن التوجه الفكري العام في الجيش المصري، بل إنها كذلك بالنسبة للحكومة المصرية، إذ يمكن للمرء سماع آراء مماثلة إذا جلس مع أي مسؤول حكومي في القاهرة."

ورأت دون أن الأمر الوحيد المستغرب هو أن يقوم صبحي بالتعبير عن وجهة نظره بصورة علنية ومكتوبة، وهو أمر قالت إنه "نادر" في المؤسسة العسكرية المصرية.

من جهته، قال فواز جرسي، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إن أهمية الوثيقة تكمن في الإضاءة التي وفرتها على أفكار صبحي والدلالات التي توفرها حول شخصيته التي رأى أنها تعبر عن نفسها بحرية ولا تخشى الإفصاح عن أفكارها السياسية.