دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- سقط قتيلان على الأقل، أحدهما رجل دين سُني، في تجدد الاشتباكات بمحيط مدينة طرابلس في شمال لبنان الجمعة، في الوقت الذي يواصل فيه الجيش اللبناني جهوده لإعادة الهدوء إلى المنطقة، التي تشهد مواجهات بين مسلحين من "العلويين" المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وآخرين من السُنة الذين يناهضون نظام دمشق.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنه الوضع الأمني عاد وتفجر مجدداً في "باب التبانة" و"جبل محسن"، عند الثانية من فجر الجمعة، رغم المساعي التي قام بها رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الأمور إلى طبيعتها في طرابلس.
وأفادت الوكالة الأنباء بأنه سجل سقوط قذائف صاروخية وتبادل إطلاق النار في المنطقة، مما أدى إلى مقتل الشيخ خالد برادعي، في حي "البقار"، بعد إصابته برصاصة أحد القناصة، ولفتت إلى أن وحدات الجيش المنتشرة عند الخط الفاصل بين المنطقتين، ردت على مصادر النيران، وسيرت دوريات "مؤللة"، أي مزودة بآليات عسكرية.
كما أفادت "وطنية"، نقلاً عن مندوبها في طرابلس، بوفاة الجريح عصام معرباني، الذي كان قد أُصيب في وقت سابق في باب التبانة، بالإضافة إلى إصابة اثنين من الإعلاميين من طاقم قناة "سكاي نيوز عربية"، على طريق طرابلس الدولي، في "محلة دوار أبو علي."
وذكرت أن الإعلامي حسين نحلة أًصيب في رأسه، حيث تم نقله إلى "المستشفى الخيري الإسلامي" وحالته مستقرة، فيما أُصيبت الصحفية الكندية ماريا مور في إحدى ساقيها، وتم إدخالها المستشفى للمراقبة، بحسب ما أكد مدير العناية الطبية بالمستشفىـ سميح بركة.
كما أشارت الوكالة ذاتها إلى إصابة شخص ثالث، يُدعى نبيل نابوش، بطلق ناري جراء أعمال القنص المتواصلة في باب التبانة وجوارها، حيث تم نقله إلى المستشفى الإسلامي، دون أن تتضح على الفور طبيعة إصابته.
وأضافت أن أحياء التبانة وجبل محسن والبقار في طرابلس، لاسيما التي تعتبر خطوط تماس منها، تشهد عمليات قنص وإطلاق نار متقطع، ويُسمع بين الحين والآخر دوي القذائف الصاروخية من "بي 7"، و"إينيرغا"، فيما لا يزال طريق الأوتوستراد الدولي بين طرابلس وعكار مقطوعاً في التبانة، بسبب القنص الكثيف الذي يستهدف أي هدف متحرك عليه.
وشهدت منطقة باب التبانة التي يقطنها السُنة، ومنطقة جبل محسن التي يقطنها العلويون، توترات متزايدة منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا، وسقط عشرات القتلى والجرحى في المنطقتين.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، قتل أكثر من 12 شخصاً، وجرح العشرات في اشتباكات عنيفة بين المنطقتين، انتهت بانتشار الجيش اللبناني في محاولة للتهدئة.