عمان، الأردن(CNN) -- فضت قوات اﻷمن الأردنية تجمهرا لنحو 200 لاجيء سوري في مخيم الزعتري للاجئين، ليل الثلاثاء، مستخدمة القنابل المسيلة للدموع والهراوات، واسفرت المصادمات عن إصابة 26 من عناصر قوات اﻷمن الأردنية، فيما أعربت الحكومة الأردنية عن استهجانها ورفضها للحادث، وهو الثاني الذي يشهده المخيم خلال أقل من أسبوع.
وأكدت الحكومة على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسمها، سميح المعايطة، أنها ستتعامل بحزم ووفق أحكام القانون مع أي تجاوز واستفزاز وخروج عن الأعراف وتؤكد أولوية كرامة الإنسان الأردني وأمن أفراد كافة المؤسسات الأمنية والمدنية بالتوازي مع حرص الأردن على تقديم كافة الخدمات للأشقاء السوريين.
وأعربت عن استهجانها ورفضها لأحداث الشغب داخل المخيم في الوقت الذي تبذل فيه الأجهزة الأمنية والمنظمات الإنسانية والجهات الحكومية المعنية جهودا مضنية لتقديم الخدمات لهم.
وأعاد المعايطة التأكيد على تحمل الأردن لأعباء اقتصادية وسياسية وأمنية نتيجة تداعيات الأزمة السورية وان الأردن استقبل حتى الآن حوالي 180 ألف لاجئ سوري وان حوالي خمسة آلاف منهم دخلوا الأردن خلال 24 ساعة الماضية.
وحول الأحداث، قال مصدر مسؤول في جهاز اﻷمن العام لـ"سي إن إن بالعربية"، إن مجموعة من اللاجئين توجهت إلى البوابة الرئيسية للمخيم ، للاحتجاج على أوضاع المخيم إلا أن قوات اﻷمن فوجئت بإلقاء حجارة باتجاهها ما دفعها إلى تفريق المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع ، مشير إلى وقوع 26 إصابة بين قوات اﻷمن الأردنية.
في اﻷثناء، أكد جهاز اﻷمن العام في بيان رسمي حصل الموقع على نسخة منه، إن نحو 200 لاجئا سوريا ممن يقطنون مخيم الزعتري قاموا بتنظيم مسيرة داخل المخيم احتجاجا على ما وصفوه سوء الخدمات المقدمة لهم.
وأوضح البيان أن المحتجين سارعوا بإلقاء الحجارة رغم محاولة قيادات أمنية لمعرفة مطالبهم ، ما أدى إلى وقوع فوضى وأحداث شغب دفعت بقوات اﻷمن التدخل على الفور مستخدم ما وصفته "الغاز المسيل للدموع والقوة المناسبة"،ﻹعادة الهدوء إلى المخيم.
وأصيب في المواجهات 26 من قوات الامن العام والدرك ( مكافحة الشغب) ممن تعرضوا لرمي الحجارة وتم نقلهم للعلاج وحالة أحدهم خطيرة ، فيما شدد بيان السلطات اﻷمنية أنه سيتم التعامل مع كل من شارك بتلك الأعمال وفق أحكام القانون .
في الأثناء، قال أبو الوليد الحوراني اللاجيء في المخيم ، إن مجموعة من اللاجئين اتجهوا نحو البوابة الرئيسية للاحتجاج على تسليم وجبات الغداء لبعض الخيم في وقت متأخر من مساء الثلاثاء بدلا من موعدها في الظهيرة، مشيرا إلى وصول بعض "فاسدا" نتيجة حرارة الجو.
وأضاف ابو الوليد في اتصال هاتفي مع "سي إن إن بالعربية"، إن اللاجئين المتجمعين تفاجأوا باستخدام الغاز المسيل عند البوابة الرئيسية لتفرقتهم، قائلا :" إن الأمن استخدم العنف كرد فعل استباقي رغم سلمية المعتصمين ... واعتقد أن ذلك جاء نتيجة للمواجهات التي وقعت قبل أيام وكان بعض المندسين السوريين سببا في إثارة الشغب حينها".
وأعرب ابو الوليد عن استيائه من سوء إدارة المخيم، مطالبا بتغيير موقعه والسماح للاجئين بحرية الحركة من وإلى المخيم .
وفرضت قوات اﻷمن حظرا على شوارع المخيم عقب المواجهات.
وتعتبر هذه الحادثة هي الثانية بين لاجئين في المخيم وقوات اﻷمن ، حيث وقعت أحداث شغب مساء السبت في الخامس والعشرين من شهر أغسطس/آب الجاري، استخدمت فيها قوات الأمن ايضا الغاز المسيل للدموع ما أوقع عدد من الإصابات.
واعتقلت السلطات الأمنية خلال عطلة عيد الفطر ، خلية "أسمتها بالنائمة في مخيم الزعتري" مكونة من 25 شخصا ، وصفتهن السلطات بالمؤيدين للنظام السوري ومن مثيري الشغب في المخيم ، فيما أشارت مصادر إلى إعادتهم إلى الأراضي السورية.
إلى ذلك، أكدت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة المشرفة على المخيم، أن هناك مساع يومية لتحسين وتطوير أوضاع المخيم وأن هناك نقلة نوعية في الخدمات منذ افتتاحه.
وقال مدير التعاون والعلاقات الدولية في المفوضية، علي بيبي، لـ"سي إن إن بالعربية" إنه لا يوجد أي توجه لتغيير أو نقل موقع المخيم، بل أن العمل جار ومستمر على تحسينه وتطويره، داعيا المجتمع الدولي لتقديم مزيد من الدعم للاجئين.
وبين بيبي أن ثمة تنسيق بين السلطات الأردنية والمفوضية ﻹدارة شؤون المخيم، وإيجاد حلول مستمرة لأية مشكلات ، مؤكدا احترام المفضوية لحقوق اللاجئين .
وحول أحداث الشغب والإجراءات اﻷمنية، قال :" نحترم الإجراءات اﻷمنية وهي من مهمة الجهات المختصة وكما أن هناك حقوق للاجئين هناك احترام لسيادة الدولة المضيفة."
وأوضح أن أعداد اللاجئين في المخيم تجاوزت 22 ألفا ، فيما قدر أعداد اللاجئين الكلي المتواجد على الأراضي الأردنية بما يزيد عن 160 ألف.
وقال إن المملكة متعاونة في تقديم الخدمات للاجئين وهناك أعداد تفوق أعداد المتواجدين في المخيم خارجه ، تقدم لهم السلطات الأردنية التسهيلات المطلوبة.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة الاثنين في تصريحات رسمية، أن الأعداد المتدفقة من اللاجئين السوريين إلى الأراضي الأردنية أًضحت تفوق "القدرة الاستيعابية" للمخيمات، داعيا الجهات الدولية لتقديم المساعدات لدعم المخيمات.
إلى ذلك، أعلنت الحكومة الأردنية، على لسان وزير الخارجية، ناصر جودة، عن بدء اتخاذ إجراءات جديدة لافتتاح مخيم ثان للاجئين في منطقة رباع السرحان أيضا في محافظة المفرق شمال شرق البلاد خلال وقت قريب.