دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تمكن السودان وجنوب السودان من التوصل لاتفاق على ملف النفط خلال جولة مباحثات امتدت أكثر من أسبوعين، في حين رحبت واشنطن بما يعتبر أول تقدم يحرزه الجانبان في مفاوضات أديس أبابا.
وقال الناطق الرسمي باسم وفد السودان المفاوض، مطرف صديق، في تصريحات نقلتها عنه وكالة أنباء السودان الرسمية، إن الطرفين "توصلا لتفاهمات بشأن النفط تعد معقولة"، موضحاً أن "الاتفاق لا يلبي طموحهما، وأن تنفيذ الاتفاق سيبدأ عقب التوصل إلى تفاهمات بشأن القضايا الأمنية بعد عيد الفطر."
وكان جنوب السودان قد أوقف ضخ إنتاجه النفطي منذ مطلع العام الحالي احتجاجاً على مصادرة الحكومة السودانية لشحنات من النفط، بعد أن طالبت الخرطوم بـ 36 دولاراً للبرميل كرسوم عبور.
وأنهى وفدا السودان وجنوب السودان جولة مفاوضات امتدت ثلاثة أسابيع ناقشت قضايا الأمن بين الدولتين وقضايا النفط والحدود ومنطقة "أبيي"، كما شملت المباحثات قضية المناطق الأمنية المنزوعة السلاح على الحدود بين الدولتين وانسحاب قوات كل طرف إلى داخل حدوده ووقف دعم وإيواء الحركات المتمردة.
وكان السودان قد أعلن نهاية الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق مع دولة جنوب السودان حول معظم المسائل الأمنية العالقة بين الجانبين.
وفي الأثناء، رحبت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، بالاتفاق الذي توصل إليه الطرفان حول عائدات النفط، وقالت: "هذا الاتفاق يعكس القيادة وروح جديدة نحو التسوية من كلا الجانبين".
وقالت كلينتون، في بيان أصدرته الخارجية الأمريكية بواشنطن السبت: ""نشيد بشجاعة القيادة في جمهورية جنوب السودان، فيما يتعلق باتخاذ هذا القرار."
وأوضحت أن هذا الاتفاق يقدم لحكومة السودان أيضا وسيلة للخروج من الضغط الاقتصادي الشديد الذي تعاني منه الآن.
ويعاني البلدان من أزمة اقتصادية خانقة مع توقف إنتاج وتصدير النفط، وكان قد دخلا في مواجهات عسكرية خطرة، هي الأولى منذ استقلال جنوب السودان مطلع يوليو/تموز العام الماضي، في منطقة "هجليج" النفطية.
ودفعت الضائقة الاقتصادية بالسودان تبني حزمة تدابير تقشفية اندلعت على إثرها احتجاجات للتنديد بارتفاع تكاليف المعيشة.