القاهرة، مصر (CNN)-- اعتقلت قوات الأمن المصرية نحو 94 شخصاً، من المتهمين بالتورط في أحداث "الشغب"، التي شهدتها المنطقة المحيطة بمقر السفارة الأمريكية في القاهرة، والتي تواصلت الجمعة لليوم الرابع على التوالي، وأسفرت عن سقوط مئات الجرحى بين قوات الأمن والمتظاهرين، خلال الاحتجاجات على الفيلم المسيء للنبي محمد.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، علاء محمود، لـCNN الجمعة، إن عدد الإصابات بين الضباط والمجندين في الاشتباكات، بلغت حتى الآن 48 إصابة، من بينهم ضابط ومجندان بطلقات خرطوش في العين، وفى أنحاء متفرقة بالجسم، فيما كانت وزارة الصحة قد أعلنت في وقت سابق الخميس، سقوط نحو 224 جريحاً نتيجة المصادمات.
كما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، وفق ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، عن مصدر أمني قوله إنه تم عرض المتهمين الذي اعتقلتهم الأجهزة الأمنية على خلفية أحداث السفارة الأمريكية، على النيابة العامة، التي باشرت تحقيقاتها، وأمرت بحبس 30 منهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، فيما تواصل التحقيق مع الباقين.
وكشف المصدر أن أجهزة المعلومات والبحث الجنائي، التابعة لوزارة الداخلية، تقوم حالياً بتكثيف جهودها لتحديد هوية المحرضين لعناصر الشغب في تلك الأحداث، وملاحقتهم وتقديمهم للعدالة، مشيراً إلى أنه تم رصد قيام البعض بإطلاق شائعات عن احتجاز بعض المتظاهرين داخل السفارة، بهدف "تأجيج وتهييج وإثارة" مشاعر المحتجين.
إلى ذلك، قام رئيس مجلس الوزراء، الدكتور هشام قنديل، بتفقد المنطقة المحيطة بمبنى السفارة الأمريكية في وسط القاهرة الجمعة، يرافقه وزير الداخلية، أحمد جمال الدين، حيث استنكر رئيس الحكومة "ما يحدث من قبل الشباب صغار السن، الذين يقومون بمهاجمة رجال الأمن والسفارة، بالحجارة وزجاجات المولوتوف."
وشدد قنديل، في تصريحات صحفية أدلى بها من أمام مبنى السفارة الأمريكية، على أن "رجال الأمن إخوة لنا، وأن الاعتراض على الفيلم المسيء للرسول (ص) يجب أن يكون سلمياً، وليس بمهاجمة قوات الأمن"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية.
وتحاول السلطات المصرية جاهدة إخماد الاحتجاجات وإبقاءها بعيدة عن مقر السفارة الأمريكية، بعد أيام من مقتل السفير الأمريكي وثلاثة موظفين آخرين، في هجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية.
وقد حذرت الولايات المتحدة من تقاعس السلطات المصرية في حماية السفارة، وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن على مصر التعاون مع واشنطن في ذلك.
وأضاف أوباما أن مصر "إذا لم تتحمل مسؤولياتها، كما تفعل جميع الدول الأخرى، حيث للولايات المتحدة سفارات، فاعتقد أن هذا سيكون مشكلة حقيقية كبيرة."
وفيما تمكنت قوات الأمن المصرية من إبعاد المحتجين عن مقر السفارة، حيث أقامت جداراً خرسانياً في الشارع المؤدي إلى المبنى، فقد تجمع الآلاف في ميدان التحرير الجمعة، للمشاركة في مليونية "لا للإساءة للرسول"، التي دعت إليها عدد من القوى السياسية والدينية، احتجاجا ًعلى الفيلم المسيء.