CNN CNN

قتلى وجرحى باحتجاجات على الفيلم المسيء بلبنان

الأحد، 14 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 18:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- سقط قتيل واحد على الأقل، إضافة إلى عدد غير معروف من الجرحى، خلال اشتباكات اندلعت بين آلاف المحتجين وعناصر من قوى الأمن الداخلي، في مدينة طرابلس، شمالي لبنان الجمعة، خلال احتجاجات على الفيلم المسيء للنبي محمد وللمسلمين، والذي تم بثه على الإنترنت، تزامناً مع ذكرى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، على الولايات المتحدة.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، في نبأ مقتضب لها، أن "الجيش اللبناني يعمل على الانتشار في معظم شوارع مدينة طرابلس، ولاسيما أمان السرايا الحكومية، ومستديرة عبد الحميد كرامي"، إثر الحوادث الأمنية التي حصلت بعد صلاة الجمعة، وقالت إنه تم نقل المصابين إلى مستشفيات المدينة.

وقال مسؤولون في الأمن الوطني لـCNN إن مواجهات أسفرت عن سقوط أحد القتلى برصاص الشرطة، اندلعت بعد قيام مجموعة من المسلحين باقتحام أحد المطاعم في المدينة، أثناء الاحتجاجات على الفيلم المسيء، وأفادت المصادر بأنه تم رصد ما يقرب من 40 مسلحاً بين المحتجين الذي وصل عددهم إلى نحو 3 آلاف متظاهر.

وبحسب وكالة "وطنية"، فقد تجمهر عدد من الشبان أمام سرايا طرابلس الحكومية، احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام، ورشقوا بالحجارة العناصر الأمنية المولجة حماية السرايا، والتي حاولت تفريقهم ومنعهم من الدخول، مما أسفر عن إصابة 4 عسكريين وجرح عدد من الشبان نقلوا إلى المستشفيات.

تتزامن هذه المواجهات، التي اندلعت في مدينة طرابلس، شمالي لبنان، مع زيارة بابا الفاتيكان بندكتس السادس عشر، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، والتي بدأها الجمعة وتستمر لثلاثة أيام.

من جانبه، اعتبر رئيس مجلس قيادة حركة "التوحيد الإسلامي"، عضو قيادة "جبهة العمل الإسلامي"، و"هيئة علماء بلاد الشام"، الشيخ هاشم منقارة، في تعليق له على الفيلم المسيء أن "الاستنكار وحده، دون عمل يضع حداً للإساءة إلى مقدسات المسلمين، لم يعد يكفي."

وقال منقارة في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية: "نحن المسلمون نريد من حكومات الغرب عموماً، القيام بعمل جدي يضع حداً وبشكل نهائي، لتلك الإساءات التي تصب الزيت على النار الملتهبة في العلاقة بين الأمم والدول، والتي تؤكد حقيقة سعي أصحابها لما اصطلح على تسميته بصراع الحضارات."

وتابع قائلاً: "في الوقت الذي يحض فيه الإسلام أتباعه على الوسطية والاعتدال والحوار، يأمرهم بالجهاد لرد الظلم والافتراء والإساءة والعدوان، تأكيداً لقاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، داعياً الأمم المتحدة وكافة المؤسسات والمنظمات الدولية والإسلامية والعربية، للسعي باتجاه "سن تشريعات، وفرض قوانين، تضع حداً للزندقة والإساءة إلى كل الأديان حفاظا على الأخلاق الإنسانية العامة."

كما أدان النائب اللبناني السابق، مصباح الأحدب، مضمون وتوقيت الفيلم "الفتنة"، أو ما سمي زوراً "براءة المسلمين"، واصفاً الفيلم بأنه "تافه، مليء بالأكاذيب، ويهدف إلى إثارة الفتنة، وتغيير برنامج الثورات العربية، من تحقيق الحرية والديمقراطية، إلى الصراع بين الأديان والحضارات."

وحذر الأحدب من "الوقوع في هذا الفخ، لأن الفيلم من السخافة والتفاهة، بحيث لا يمكن أن يسيء إلى صورة النبي الكريم، ولا إلى المسلمين، ولا إلى صورة الإسلام إجمالاً، دين التسامح والمحبة والاعتدال."

واعتبر أن ردود الفعل التي حصلت على هذا الفيلم "المغرض"، والتي تخللتها "أعمال عنف وقتل لأبرياء، سواء في العالم العربي، أو في لبنان، وخصوصاً في طرابلس، هي التي "تسبب الضرر والتشويه الأكبر لصورة الإسلام والمسلمين"، على حد وصفه.