دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- استعاد التونسيون روح "ثورة الياسمين" الجمعة، حيث احتشد الآلاف أمام مقر رئاسة الحكومة، في ساحة "القصبة" وسط العاصمة، ضمن جمعة "تطهير البلاد والقضاء على الفساد"، للمطالبة باستكمال تحقيق أهداف الثورة، التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي، مطلع العام الماضي.
وذكرت وكالة "تونس أفريقيا للأنباء" أن الآلاف من المواطنين، القادمين من جميع أنحاء البلاد، نفذوا وقفة احتجاجية بساحة القصبة، تلبية لدعوة "التنسيقية الوطنية لتفعيل العفو العام"، ونشطاء حملة "إكبس"، إحدى الحركات المعنية بمكافحة الفساد في الجمهورية التونسية.
وحمل المتظاهرون العديد من اللافتات الداعية إلى "تطهير البلاد، وفتح ملفات الفساد، وخاصة تفعيل العفو العام، وجبر الضرر"، بحسب الوكالة الرسمية، التي أشارت إلى أن عدداً من رؤساء وممثلي الجمعيات المحسوبة على حركة "النهضة"، والمنضوية تحت "التنسيقية الوطنية"، تداولوا على الحديث خلال الوقفة الاحتجاجية.
ونقلت "وات" عن رئيس جمعية "الكرامة للسجين السياسي"، حسين بوشيبة، قوله إن التنسيقية دعت إلى هذه الوقفة للمطالبة بالأساس بتفعيل العفو العام، واستكمال تحقيق أهداف الثورة، داعياً الحكومة إلى "الإسراع بفتح ملفات الفساد، والتصدي لقوى الردة التي تتربص بالثورة"، على حد تعبيره.
من جهته، انتقد رئيس "الشبكة التونسية للعدالة الانتقالية"، محمد الغربي، ما وصفه بـ"تباطؤ الحكومة وتراخيها في تحقيق أهداف الثورة"، حسب قوله، وطالبها بتفعيل مسار العدالة الانتقالية، "أو ترك السلطة لمن هم أقدر منها"، مؤكداً أن هذه الوقفة "ليست لمساندة الحكومة، كما يروج لها البعض، بل احتجاجاً عليها."
أما منسق حملة "إكبس"، حسام الدين الطرابلسي، فقد أوضح أن الحملة تسعى إلى "ترجمة مطالب الثورة"، داعياً إلى "محاسبة الفاسدين، وإقصاء التجمعيين، وتطهير كل القطاعات، من أجل عدم الرجوع إلى الاستبداد."
كما أعلن أن شباب حملة "إكبس" سيقومون بوقفة احتجاجية أخرى، أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي، بعد أن نفذوا في وقت سابق وقفة احتجاجية أمام القصر الرئاسي بقرطاج، مؤكداً مواصلة نشطاء الحملة التحرك من أجل التذكير بأهداف الثورة.
وأوضح أن من يقف وراء حملة "إكبس" هم بالأساس "شباب من المنتسبين أو المتعاطفين مع حركة النهضة، ولكنهم يتمايزون سياسياً عن مواقف الحكومة، باعتبارهم يملكون تصورات ورؤى خاصة، ويسعون إلى أن يكونوا فاعلين إيجابيين"، على حد قوله.
إلى ذلك، بين رئيس "حركة وفاء"، عبد الرؤوف العيادي، الذي شارك في الوقفة الاحتجاجية، أن حركته "تساند كل خطوة تهدف إلى فتح ملف المحاسبة، وتحويله من ملف إجرائي إداري، إلى سياسي وطني."
كما أفادت لبنى العباسي، إحدى المنتميات لشباب "حركة وفاء"، بأنها جاءت "للتنديد برموز النظام السابق، وليس مجاملة لحركة النهضة."
واستمرت الوقفة الاحتجاجية في ساحة القصبة حتى أداء صلاة الجمعة، وبعد الصلاة تفرقت جموع المحتجين، بصفة سلمية، تحت أنظار قوات الأمن والحماية المدنية، التي وقفت على مشارف الساحة.