أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال السفير الأمريكي لدى سوريا، روبرت فورد، إن "حمص" تعرضت لقصف من قبل القوات السورية وليس "جماعات مسلحة" كما يزعم النظام السوري، ذلك بعد نشره صوراً بالأقمار الصناعية تثبت تورط النظام في الهجمات.
وقال فورد في مقابلة مع CNN، الجمعة: "نعلم من يقصف حمص، ليست الجماعات المسلحة، بل الحكومة لذلك نشرت الصور على الإنترنت."
ويتهم النظام السوري من يسميهم بـ"الجماعات المسلحة" و"إرهابيين أجانب" بالوقوف وراء العنف الذي يجتاح بلاده بسبب حملة قمع أطلقها للجم تحركات مناهضة له تطالب بالديمقراطية.
وجاء نشر الصور على صفحة "فيسبوك" التابعة للسفارة الأمريكية كدليل لهجمات القوات النظامية السورية على المناطق السكنية، بعد قليل من إغلاق الخارجية الأمريكية لسفارتها في دمشق.
وتظهر الصور، التي التقطت بالأقمار الصناعية الاثنين الماضي، مبان محترقة وحفر نجمت عن القصف ومركبات عسكرية مدرعة مصطفة بنظام.
وأضاف فورد: "نشرنا الصور للتأكيد بأن هناك مدفعية تطلق النيران.. المعارضة المسلحة مزودة بأسلحة آلية وقنابل يدوية وليست مدفعية.. هناك جانب واحد فقط مسلح بها."
وكانت حمص، أحد أبرز معاقل المعارضة المناهضة للرئيس، بشار الأسد، قد تعرضت، الأسبوع الماضي، لقصف عنيف، استدعى إدانات دولية، من بينها الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، الذي قال إن القوات السورية تستخدم الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين، محذراً من الانحدار نحو حرب أهلية، بينما دعت السعودية إلى "إجراءات حاسمة لحماية أرواح الأبرياء."
وأردف الدبلوماسي الأمريكي بقوله: تأكيدات الحكومة السورية بأن المعارضة تقف وراء قصف حمص مخادعة.. الأمر مروع تماماً ولا يمكن للمجتمع الدولي السكوت تجاه ذلك."
وقال بأن هناك "تشابها" بين ما يحدث في "حمص" حالياً وما يعرف بـ"مذبحة حماة" التي قتل فيها عشرات الآلاف من السوريين بحملة عسكرية إبان حكم الأسد الأب عام 1982.
وأشار إلى أن عزلة النظام السوري تتزايد فيما يراقب المجتمع الدولي تصاعد حملة العنف التي أطلقها للتصدي لشعبه، التي أوقعت، الجمعة، ما يزيد عن مائة قتيل، وفق تقديرات المعارضة السورية."
وأكد السفير الأمريكي إن إدارة واشنطن ستواصل العمل إلى جانب حلفائها لتصعيد الضغوط على النظام السوري، عبر العقوبات القائمة، وربما أخرى جديدة.
وذكر بأن قرار إخلاء السفارة في دمشق انبثقت ضرورته مع عدم استجابة السلطات السورية لتشديد الإجراءات الأمنية حول المقر وطواقم العاملين."
وكانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت في السادس من فبراير/شباط الجاري، إغلاق سفارتها في دمشق وسحب طاقمها دبلوماسيها .
وكانت الولايات المتحدة قد عبرت عن قلقها حيال الوضع الأمني لسفارتها بعد إعلان السلطات السورية عن وقوع هجوم انتحاري في العاصمة دمشق الشهر المنصرم، وطالبت الأجهزة المعنية برفع مستويات الحماية الموفرة لبعثتها.
ورغم أن واشنطن لا تمتلك أدلة قاطعة على هوية الجهات التي تقف خلف العملية وما إذا كان تنظيم القاعدة قد نفذها بالفعل كما قالت دمشق، إلا أنها اعتبرت أن منشآتها قد تكون "هدفاً محتملاً" وفقا لما قاله مسؤول دبلوماسي أمريكي ذكر أنه يشعر بالقلق حيال إمكانية استهداف السفارة.
وبغياب السفارة الأمريكية، فإن البعثة الدبلوماسية البولندية ستقوم بحماية مصالح واشنطن في سوريا، على غرار الدور الذي تقوم به السفارة السويسرية في إيران.