دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اعتبرت نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن عمليات القتل التي حصلت في سوريا قد ترقى إلى مرتبة "جرائم ضد الإنسانية،" داعية لإحالتها إلى محكمة الجنايات الدولية، وذلك في جلسة بالجمعية العامة للأمم المتحدة انتقدها المندوب السوري الذي شكك بقانونية الاجتماع واعتبر أن مبادرة إرسال قوات سلام لبلاده "تشجع الإرهاب."
وقال مندوب دمشق، بشار الجعفري إن الاقتراح الخاص بإرسال وحدات عسكرية عربية ودولية إلى بلاده "سيقدم الدعم للمقاتلين المعارضين." معترضاً على الاجتماع برمته بحجة وجود "خلل جوهري في الدعوة."
وأضاف الجعفري إن بلاده تعاني من "مشاكل" ولكنه شدد على أنها قادرة على معالجتها "داخلياً،" وأضاف: "لدينا عيوب مشاكل، ولكن هل هناك دولة واحدة هنا ليس فيها عيوب أو مشاكل؟ هل لدى أحدكم الجرأة على رمي الحجر الأول؟"
وتابع بالقول: "نحتاج لمساعدة من المجتمع الدولي للسير بالإصلاحات على الطريق الصحيح، على الطريق الذي يدافع عن تاريخ سوريا وحضارتها."
ورفض الجعفري الاتهامات الواردة في تقرير بيلاي، معيداً القول بأن بلاده "تتعرض لمؤامرة،" ورأى أن التقرير الدولي "بني على تقارير إخبارية وجرت صياغته بلغة حاقدة" كما اتهم محرك البحث "غوغل" بالتلاعب في خدمة الخرائط العائدة له و"تغيير أسماء الشوارع."
من جانبها، حذرت بيلاي من أن عجز مجلس الأمن عن اتخاذ إجراء ضد الأسد دفع دمشق إلى شن "هجوم شامل" يهدف لسحق المعارضة على حد تعبيرها، طالبت بإحالة ملف سوريا إلى محكمة الجنايات.
أما المندوب الليبي، إبراهيم الدباشي، فقد ألقى كلمة انتقد فيها نظام الرئيس بشار الأسد بقسوة، وقال إنه "نظام شيطاني،" يشبه ذلك الذي كان يحكم ليبيا.
وأضاف: "النظام السوري استفاد كثيرا من جرائم (العقيد الراحل معمر) القذافي وقمعه للشعب الليبي وانتهج نفس الطريق بقمعه للشعب السوري الشقيق،" وتوقف أن يلقى الأسد "نفس مصير القذافي نتيجة قمعه لشعبه."
وتحدث الدباشي عن "إبادة" يتعرض لها الشعب السوري و"انتهاكات على نطاق واسع وتدمير للأبنية المدنية وقصف للمدنيين بطريقة عشوائية،" وانتقد استخدام روسيا والصين للفيتو بمجلس الأمن قائلاً: "للأسف هناك من استعمل حق النقض ليديم معاناة الشعب السوري ويعطي مهلة لنظام الأسد لقتل شعبه."
ودعا الدباشي لتدخل المجتمع الدولي "عبر تفعيل مبدأ الحق في الحماية،" وحض على "البحث بإمكانية فرض مناطق آمنة" في سوريا.
ميدانياً، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن عدد القتلى وصل إلى 23 الاثنين، وتوزعوا بواقع أربعة في ريف دمشق وستة في حمص وتسعة في إدلب، إلى جانب قتيلين في كل من درعا و حلب.
أما الهيئة العامة للثورة السورية، فقد أصدرت بياناً رفضت فيه "بشكل قاطع" ما جاء في بيان زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، واعتبرت أن "الشعب يناضل في سبيل حريته وكرامته وبناء دولة وطنية ديمقراطية تساوي بين المواطنين جميعا وتدافع عن الحقوق الوطنية المشروعة،" وفق البيان.