دمشق، سوريا (CNN) -- ردت الخارجية السورية الثلاثاء على ما جاء في تقرير نافي بيلاي، المفوضة السامية لحقوق الإنسان، والتي دعت لتحويل ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، فقالت إن بيلاي باتت "أداة بيد بعض الدول،" واتهمتها بـ"تجاهل الجرائم الإرهابية التي تقترفها المجموعات المسلحة" على حد تعبيرها.
وقالت الخارجية السورية إنها "ترفض بشكل قاطع كل ما ورد في بيان المفوضة السامية لحقوق الإنسان من إدعاءات جديدة،" واعتبرت أنها "تضاف إلى تاريخ" بيلاي في التعامل مع سوريا منذ بداية الأحداث فيها "وتجاهل قتل المواطنين الأبرياء على يد المجموعات الإرهابية المسلحة."
وأشارت دمشق إلى تحول بيلاي لما وصفته بـ"أداة بيد بعض الدول التي تستهدف سوريا،" واتهمتها بـ"تجاهل الجرائم الإرهابية التي تقترفها المجموعات المسلحة" وإغماض عينيها "عن الحقائق الدامغة" على حد تعبيرها.
ورأى الوزارة السورية أن واجب المفوضة السامية يقتضي "إدانة الإرهاب الذي تتعرض له سوريا والدعوة للحوار من أجل إخراج سوريا من المحنة التي تمر بها ودعم الإصلاحات التي ستجعل من سوريا واحدة من أكثر الدول تطوراً،" وفق البيان.
وختمت الوزارة رسالتها بإعادة التأكيد على أن سوريا هي "صاحبة المسؤولية الوحيدة في حماية الشعب السوري وليس لأي كان أي حق أو ولاية في المطالبة بتدخل خارجي يقتل الأبرياء ويدمر الممتلكات العامة والخاصة." وتعهدت بمواصلة واجبها في "حفظ النظام العام واقتلاع الإرهاب."
وكانت بيلاي قد تحدثت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين، قائلة إن عمليات القتل التي حصلت في سوريا قد ترقى إلى مرتبة "جرائم ضد الإنسانية،" داعية لإحالتها إلى محكمة الجنايات الدولية، وذلك في جلسة انتقدها المندوب السوري الذي شكك بقانونية الاجتماع واعتبر أن مبادرة إرسال قوات سلام لبلاده "تشجع الإرهاب."
وحذرت بيلاي من أن عجز مجلس الأمن عن اتخاذ إجراء ضد الأسد دفع دمشق إلى شن "هجوم شامل" يهدف لسحق المعارضة على حد تعبيرها، طالبت بإحالة ملف سوريا إلى محكمة الجنايات.
أما المندوب الليبي، إبراهيم الدباشي، فقد ألقى كلمة انتقد فيها نظام الرئيس بشار الأسد بقسوة، وقال إنه "نظام شيطاني،" يشبه ذلك الذي كان يحكم ليبيا.
وتحدث الدباشي عن "إبادة" يتعرض لها الشعب السوري و"انتهاكات على نطاق واسع وتدمير للأبنية المدنية وقصف للمدنيين بطريقة عشوائية،" وانتقد استخدام روسيا والصين للفيتو بمجلس الأمن قائلاً: "للأسف هناك من استعمل حق النقض ليديم معاناة الشعب السوري ويعطي مهلة لنظام الأسد لقتل شعبه."
ودعا الدباشي لتدخل المجتمع الدولي "عبر تفعيل مبدأ الحق في الحماية،" وحض على "البحث بإمكانية فرض مناطق آمنة" في سوريا.
يشار إلى أن الجلسة في الجمعية العامة للأمم المتحدة جاءت بعد استخدام روسيا والصين حق النقض "فيتو" بمواجهة مشروع قرار حول الوضع في سوريا يدعو النظام إلى وقف العنف.