دمشق، سوريا (CNN)-- بينما كان نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، يخوض معركة دبلوماسية "حامية" في أروقة الأمم المتحدة مساء الاثنين، كانت القوات الموالية له تخوض معارك دامية في العديد من المحافظات والمدن السورية، وسط مخاوف من دخول البلاد في "حرب شاملة"، قد تتسع لتشمل أطرافاً خارجية.
وأفادت مراسلة CNN، أروى دامون، في تقرير لها من داخل سوريا، في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، بأن "جميع من تحدثنا معهم.. يعتقدون أن البلاد تتجه نحو، أو ربما دخلت بالفعل، في حرب شاملة، وأن معالجة أثارها ربما يشكل تحدياً كبيراً في المستقبل."
وتحدثت دامون من مكان آمن يتبع المعارضة السورية، وصفته بأنه قريب من مركز لتوافد الناس والمعلومات، ولم تكشف شبكة CNN عن مكان تواجدها حرصاً على سلامتها الشخصية.
وتابعت في تقريرها: "ما يردده كثير من الناس ويتفقون عليه هنا في هذه المرحلة، أن الأمور تتجه نحو معركة أكثر دموية.. وأن مزيداً من الأرواح ستُزهق"، خلال المعارك الدائرة بين القوات الحكومية، ومسلحي "الجيش السوري الحر"، الذي يقود المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد.
يأتي تقرير دامون بعد يوم من دعوة مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إلى إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، في الوقت الذي شكك فيه مندوب سوريا بالأمم المتحدة، قانونية الاجتماع واعتبر أن مبادرة إرسال قوات سلام لبلاده "تشجع الإرهاب."
واعتبرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين، أن عمليات القتل في سوريا، قد ترقى إلى مرتبة "جرائم ضد الإنسانية"، وحذرت من أن عجز مجلس الأمن عن اتخاذ إجراء ضد الأسد، دفع دمشق إلى شن "هجوم شامل" بهدف سحق المعارضة، على حد تعبيرها.
من جانبه، قال السفير السوري، بشار الجعفري، إن الاقتراح الخاص بإرسال وحدات عسكرية عربية ودولية إلى بلاده "سيقدم الدعم للمقاتلين المعارضين"، كما أبدى اعتراضه على اجتماع الجمعية العامة برمته، بحجة وجود "خلل جوهري في الدعوة للاجتماع"، وهو الاعتراض الذي قوبل أيضاً بتأييد من جانب الوفد الإيراني.
وعلى صعيد الأوضاع الميدانية، تواصلت المواجهات بين قوات الأسد والمعارضة في عدد من المدن السورية، وسط أنباء عن سقوط ما يزيد على 30 قتيلاً الاثنين، بينهم طفلان، فيما أفادت مصادر بالمعارضة بأن أكثر من 680 قتيلاً، غالبيتهم في حمص، سقطوا بنيران القوات الحكومية خلال الأسبوع الماضي.(المزيد)
في المقابل، أوردت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" تقريراً عن تشييع 19 "شهيداً من الجيش وقوات حفظ النظام، استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة، أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني، في ريف دمشق، وحمص، وحلب، وإدلب."
ونقلت عن ذوي الضحايا أن "دماء الشهداء الطاهرة، التي سالت دفاعاً عن وحدة التراب السوري، كفيلة بتحصين سوريا، وجعلها أكثر قدرة على مواجهة التحديات، والدفاع عن المبادئ الوطنية، التي تشكل عنوان الهوية السورية المقاومة والرافضة لسياسات الهيمنة والسيطرة."
ويشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من أي من تلك التقارير، نظراً لقيود تفرضها السلطات السورية على تحركات المراسلين الأجانب داخل أراضيها.