دمشق، سوريا (CNN)-- لقي صحفيان غربيان مصرعهما بمدينة "حمص"، التي تتعرض لقصف عنيف وحصار مشدد من قبل القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، لليوم الـ17 على التوالي، بحسب ما أكدت مصادر غربية، فيما أفادت مصادر بالمعارضة بسقوط ما لا يقل عن 60 قتيلاً في مختلف المدن السورية الأربعاء.
وأكدت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية مقتل مراسلتها، الأمريكية ماري كولفين، في سوريا الأربعاء.
ونعى رئيس تحرير الصحيفة، جون ويزرو، الصحفية القتيلة بقوله: "لقد كان لديها إيمان عميق بأن كتاباتها يمكنها أن تقلص من عمر الحملة الوحشية التي يشنها النظام، وأن تلفت نظر المجتمع الدولي للبدء في تحرك ما."
وكانت كولفين قد تحدثت بأسى، خلال مقابلة مع شبكة CNN، عشية مقتلها، عن مشاهدتها لصبي صغير يلفظ أنفاسه بعدما اخترقت شظية صدره بعد تعرض بيت أسرته للقصف.
وفي العاصمة الفرنسية باريس، أكد وزير الخارجية، آلان جوبيه، مقتل الصحفي ريمي أوشليك، البالغ من العمر 28 عاماً، نتيجة قصف على مركز صحفي في حمص، ليعد ثاني صحفي فرنسي، وثالث صحفي غربي يلقى مصرعه في ذات المدينة، والرابع في سوريا.
وكان الصحفي الفرنسي، غيلس جاكيه، قد لقي مصرعه، في يناير/ كانون الثاني الماضي، كما أُصيب آخر هولندي، في هجوم بقذائف "المورتر"، استهدف مسيرة نظمها مؤيدون لنظام الأسد في حمص، وأدانت الخارجية الفرنسية الهجوم ووصفته بـ"العمل الجبان."
ومؤخراً، لفظ مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنطوني شديد، أنفاسه أثناء تواجده في شرق سوريا، إثر تعرضه لأزمة "ربو."
وترزح مدينة حمص، منذ نحو ثلاثة أسابيع لقصف متواصل، وباتت تعاني من وضع إنساني وصف بـ"الكارثي"، وسط دعوات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر لـ"هدنة إنسانية"، للسماح بنقل المعونات إلى المناطق المتضررة من العنف.
وفي أحدث حصيلة لضحايا المواجهات مع قوات الأسد، أفادت "لجان التنسيق المحلية للثورة السورية" بسقوط 60 قتيلاً على الأقل الأربعاء، من بينهم الصحفيان الغربيان، إضافة إلى طفلين.
وقالت لجان التنسيق، والتي تتولى تنظيم وتوثيق الاحتجاجات المناوئة لنظام الأسد، إن 22 قتيلاً سقطوا في إدلب، و20 قتيلاً في حمص، فيما سقط 13 قتيلاً في حماة، بالإضافة إلى قتيلين في كل من حلب وريف دمشق، بينما سقط قتيل واحد على الأقل في درعا.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة هذه الأخبار بشكل مستقل نظراً للقيود التي تفرضها السلطات السورية على حركة المراسلين الأجانب.
إلى ذلك، طلب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأربعاء، من وكيل الشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة، فاليري آموس، التوجه إلى الجمهورية السورية، لتقييم الوضع الإنساني هناك، وتجديد مطالبة الأمم المتحدة للنظام السوري السماح بدخول المساعدات الإنسانية الفورية إلى أراضيها.