CNN CNN

خلافات على جدوى مؤتمر "أصدقاء سوريا" بتونس

الأحد، 25 آذار/مارس 2012، آخر تحديث 23:00 (GMT+0400)

تونس (CNN)-- شهد مؤتمر "أصدقاء سوريا"، الذي بدأ أعماله في العاصمة التونسية بعد ظهر الجمعة، خلافات حادة بين عدد من الوفود المشاركة، على مشروع البيان الختامي، والذي اعتبره البعض غير مجدياً لوقف "آلة القتل"، التي حصدت آلاف القتلى، منذ انطلاق الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس، بشار الأسد، قبل ما يقرب من عام.

وخلال كلمته أمام المؤتمر، الذي يضم ممثلين من نحو 70 دولة، إضافة إلى ممثلي المنظمات والوكالات الدولية، قال وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، رئيس وفد المملكة، إن ممارسة الضغوط على النظام السوري لم تعد كافية، وشدد على أنه "لا بد لهذا النظام أن يرحل، إما طوعاً أو كرهاً."

كما سادت خلافات حول مشروع البيان الختامي للمؤتمر، فيما يتعلق بالفقرة الخاصة بالاعتراف بـ"المجلس الوطني السوري"، والذي يضم عدداً من قيادات المعارضة السورية في الخارج، حيث بدا أن هناك توافقاً على الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً للمعارضة السورية، بينما يطالب البعض على الاعتراف به كـ"ممثل وحيد" للشعب السوري.

وفيما بدا أن هناك توجهاً لدى معظم المشاركين في المؤتمر على رفض أي تدخل عسكري في سوريا، قال رئيس الوفد السعودي إن "حصر التركيز على كيفية إيصال المساعدات الإنسانية لا يكفي، وإلا كنا كمن يريد تسمين الفريسة قبل أن يستكمل الوحش الكاسر افتراسها."

ووصف الوزير السعودي ما يحدث في سوريا بـ"مأساة خطيرة"، لا يمكن السكوت عليها، كما اعتبر أن النظام السوري "فقد شرعيته، وبات أشبه بسلطة احتلال"، وشدد على قوله: "لم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعا أو كرهاً."

وقال إن "المملكة العربية السعودية تحمل الأطراف الدولية، التي تعطل التحرك الدولي، المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور، خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري."

وخلال لقاء له مع وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، على هامش مؤتمر "أصدقاء سوريا"، وصف الفيصل الدعوات المتزايدة لتزويد المعارضة السورية بالأسلحة، بأنها "فكرة ممتازة"، قائلاً إنهم "بحاجة إلى توفير الحماية لأنفسهم.

وعند سؤال كلينتون عن موقف الولايات المتحدة بشأن تلك الدعوات، قالت الوزيرة الأمريكية إنها ستتحدث عن هذا الأمر في وقت لاحق.

وانطلقت أعمال مؤتمر "أصدقاء سوريا" في تونس الجمعة، برئاسة وزير الخارجية التونسي، رفيق عبد السلام، الذي أكد أن المؤتمر يهدف إلى "توجيه رسالة واضحة ودقيقة إلى جامعة الدول العربية، وعموم المجموعة الدولية، لإيقاف المجازر التي تحصل في سوريا."

من جانبه، دعا الرئيس التونسي "المؤقت"، المنصف المرزوقي، إلى مواصلة الضغط على الحكومة السورية بهدف السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية، قائلاً إن المجتمع الدولي أمام مفترق طرق، ومسؤولية تاريخية تجاه الأزمة السورية، التي وصفها بأنها "بالغة الخطورة."

وبينما أكد المرزوقي على ضرورة الاستجابة لمطالب الأغلبية السورية بالتخلص من نظام "استبدادي قمعي فاسد، فقد كل شرعية باستهداف مواطنيه العزل"، فقد شدد على رفضه أي تدخل عسكري، سواء بتسليح المعارضة، أو التدخل العسكري الأجنبي، لتجنيب الشعب السوري مخاطر الانزلاق في "الفوضى والدمار."

كما دعا الرئيس التونسي إلى معالجة الأزمة السورية وفق "النموذج اليمني"، من خلال منح نظام دمشق حصانة قضائية، ومكان لجوء يمكن لروسيا أن توفره، مقابل وقف حمام الدم، وتمكين نائب الرئيس من قيادة البلاد في مرحلة انتقالية، تشارك فيها المعارضة.

من جانبه، دعا رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس اللجنة العربية المعنية بالملف السوري، إلى إرسال قوات حفظ سلام مشتركة، تتبع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، إلى سوريا، للمساعدة في وقف "آلة القتل"، التي حصدت آلاف الضحايا في سوريا.

أما الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، فقد شدد، هو الآخر، على رفض التدخل العسكري في سوريا، إلا أنه قال إن نظام الأسد هو من يرفض التخلي عن الخيار الأمني والعسكري في التعامل مع معارضيه.