دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكد ناشطون بالمعارضة السورية أن مروحيات عسكرية قصفت عدة مناطق سكنية في مدينة "حمص" الأربعاء، في أسوأ تصعيد من جانب القوات الموالية لنظام الرئيس، بشار الأسد، على المدينة المحاصرة، التي تتعرض لقصف عنيف منذ ما يقرب من أربعة أسابيع.
وأثار القصف العنيف الذي تتعرض له أحياء "بابا عمرو" و"الحاكورة" في حمص، مخاوف من أن تقوم القوات الحكومية باقتحام المدينة، التي أصبحت واحدة من أبرز معاقل "الجيش السوري الحر"، الذي يقود المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد.
وقالت مصادر بالمعارضة إن مروحيات الجيش دأبت على التحليق في سماء حمص، منذ بدء الحملة العسكرية، إلا أنها لم تهاجم أياً من أحيائها، واعتبرت أن قيام قوات الأسد بقصف الأحياء السكنية في المدينة جواً، ربما يمهد لـ"اقتحام وشيك"، من جانب القوات البرية للمدينة المحاصرة.
وأشارت المصادر إلى اندلاع معارك بين القوات الحكومية ومسلحي "الجيش السوري الحر"، والذي يضم عدداً من ضباط وأفراد الجيش النظامي، أعلنوا انشقاقهم وانضموا إلى صفوف المعارضة، للدفاع عن المحتجين المناوئين لنظام الأسد.
كما ذكر ناشطون بالمعارضة أن العديد من أحياء حمص تعيش في الظلام، ويعاني سكانها من نقص الغذاء والمستلزمات الطبية، بعد قيام قوات الأسد بقطع الكهرباء والمياه، وكذلك الاتصالات، عن المدينة.
في الغضون، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها ما زالت تحاول إخراج اثنين من الرعايا الفرنسيين المحاصرين في المدينة، بالتنسيق مع السلطات السورية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو لـCNN: "نتوقع أن تلتزم حكومة دمشق بكل المعايير الخاصة لتأمين وسرعة إخلائهم، بما في ذلك الوقف الفوري لإطلاق النار على حي بابا عمرو."
وفيما لم تتضح على الفور حصيلة قتلى المعارك التي شهدتها مدينة حمص الأربعاء، فقد أفادت مصادر بالمعارضة باندلاع اشتباكات في عدة مدن سورية أخرى.
وقالت لجان التنسيق المحلية، إحدى جماعات المعارضة التي تتولى تنسيق وتوثيق الاحتجاجات ضد الأسد، إن طفلاً في الثالثة عشرة، يُدعى بشار محمد عبد الله، من مدينة "الميادين" في حي العمال بدير الزور، قُتل على يد الأمن العسكري.
كما أشارت لجان التنسيق، في صفحتها على موقع "فيسبوك"، إلى قيام قوات النظام بإطلاق الرصاص الحي لتفريق مظاهرة مسائية، انطلقت من مسجد "السلام"، في دير الزور أيضاً، تضامناً مع المدن المنكوبة، وللمطالبة بإسقاط النظام.
وذكرت أن أحد الناشطين قتل "تحت التعذيب" على أيدي قوات الأمن، بعد اعتقال دام أكثر من ثلاثة شهور، في درعا، وأضافت أن النيران اشتعلت في أكثر من 10 منازل بالمدينة ذاتها، جراء قصف القوات الحكومية.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إنه تم الأربعاء، تشييع 12 "شهيداً" من عناصر الجيش وحفظ النظام، استهدفتهم من أسمتهم "المجموعات الإرهابية المسلحة"، أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في حمص، ودرعا، وريف دمشق.
يُشار إلى أن CNN، ووسائل إعلام أخرى، لا يمكنها التأكد من صحة هذه الأخبار بشكل مستقل نظراً للقيود التي تفرضها السلطات السورية على حركة المراسلين الأجانب، إلا أن غالبية التقارير الواردة من داخل سوريا، تشير إلى أن نظام الأسد قام بارتكاب "مجازر" ضد معارضيه.