دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بينما تواصل "آلة القتل" حصد مزيد من الضحايا يومياً في سوريا، والتي تصاعدت وتيرتها في أعقاب "فشل" مجلس الأمن في إصدار قرار يحث نظام الرئيس، بشار الأسد، على وقف حملة القمع ضد المعارضة، يبرز سؤال، ربما يختلف البعض حول إجابته، وهو: ما هي الخطوة التالية تجاه سوريا؟
واعتبر معارضون في سوريا أن "الفيتو" الذي لجأت إليه كل من روسيا والصين، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، لإجهاض مشروع قرار مجلس الأمن، يتضمن دعوة الرئيس الأسد للتنحي، ويحمل الحكومة السورية مسؤولية العنف، كان بمثابة "ضوء أخضر" لنظام دمشق لمواصلة قتل الشعب السوري.
وبينما صعَّدت القوات الموالية للأسد من حملتها لقمع المعارضة، فقد لجأت الولايات المتحدة إلى إغلاق السفارة الأمريكة في دمشق، بينما استدعت بريطانيا سفيرها "للتشاور"، فيما قامت تونس بطرد السفير السوري، في الوقت الذي دعا فيه "المجلس الوطني"، الذي شكله معارضون في الخارج، إلى "تطويق" سفارات نظام الأسد حول العالم.
وشهدت الساعات القليلة الماضية سقوط ما يزيد على مائة قتيل، في مواجهات مع القوات الحكومية في مختلف المدن السورية الاثنين، من بينهم نحو 60 قتيلاً في مدينة "حمص" وحدها، التي تتعرض لقصف "عشوائي"، بالمدفعية الثقيلة، وقذائف المورتر، وكذلك القذائف الصاروخية، التي خلفت دماراً واسعاً في المدنية.
وقال ناشط بالمعارضة، عرَّف نفسه لـCNN باسم "عمر شاكر"، إن "أكثر من 500 قذيفة سقطت على المدينة منذ صباح الاثنين، تستهدف المنازل، وأماكن تجمع المحتجين، والمساجد"، مشيراً إلى أن معظم القذائف سقطت على حي "بابا عمرو"، إذ تعرض للقصف من "جميع الجهات."
وتابع "شاكر"، أن أحد مساجد الحي تعرض للقصف بأكثر من عشر قذائف، مما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة منه، بالإضافة إلى تدمير عدد من المنازل المجاورة، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من الجرحى يواجهون خطر الموت، بسبب نقص الرعاية الصحية والأدوية، في ظل الحصار الذي تتعرض له المدينة.
وأحبطت روسيا والصين، السبت الماضي، مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي، يدعم دعوة جامعة الدول العربية للرئيس السوري للتنحي، ويدين الحكومة السورية، حيث استخدمت موسكو وبكين حق النقض "الفيتو" ضد القرار المقدم من المغرب، والذي صوت لصالحه 13 عضواً بالمجلس.
وأثارت الخطوة الروسية الصينية انتقادات حادة داخل وخارج سوريا، حيث تحدث ناشط بالمعارضة السورية، في العاصمة دمشق، يُدعى "زيدون"، لبرنامج "أندرسون كوبر 360"، على شبكة CNN قائلاً: "أريد حقيقةً أن أتقدم بالشكر إلى العالم أجمع، لمشاهدتنا في صمت."
وتابع المعارض السوري بقوله: "إننا نتعرض للقتل في كل لحظة، نحن غير قادرون حتى على الحصول على بعض الأدوية الأساسية للجرحى، الأطفال يعانون حقاً من الجوع.. أقسم أن الأطفال جائعون.. لا توجد لدينا مصادر للطاقة، ولا يوجد وقود.. والطقس شديد البرودة."
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، من العاصمة البريطانية لندن، إن 98 قتيلاً سقطوا في مختلف أنحاء سوريا الاثنين، معظمهم في حمص، بالإضافة إلى 13 آخرين قُتلوا في محيط إدلب، بينما قُتل 15 في منطقة دمشق، فيما سقط قتيل واحد على الأقل في قرية "ماري" قرب حلب.
وفي الأمم المتحدة، أدان الأمين العام للمنظمة الدولية، بان كي مون، "شدة تصاعد أعمال العنف في سوريا، واستمرار الهجوم على مدينة حمص، بما في ذلك استخدام المدفعية الثقيلة، وقصف المناطق المدنية،" بحسب بيان صحفي صادر عن المتحدث باسم الأمين العام الثلاثاء.
وقال البيان، إن "عدم توصل مجلس الأمن الدولي إلى اتفاق، لا يمنح السلطات السورية تصريحاً بتصعيد هجماتها ضد السكان السوريين."
وأضاف أنه "لا يمكن لأية حكومة ارتكاب مثل تلك الأفعال ضد شعبها، بدون أن يقوض ذلك شرعيتها."
ودعا كي مون جميع الأطراف المعنية في سوريا، والمجتمع الدولي، إلى "مضاعفة الجهود الهادفة إلى وقف العنف، وإلى السعي إلى بدء عملية سياسية جامعة بقيادة سورية، بما يتوافق مع القانون الدولي، وأن تحترم تلك العملية إرادة الشعب السوري وتطلعاته المشروعة، لإنشاء نظام سياسي ديمقراطي ومتعدد"، بحسب ما جاء في البيان.