دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قيام بعض الدول بسحب سفرائها من سوريا، معتبراً أن مثل هذه القرارات لا تساعد على تهيئة ظروف مناسبة لحل الأزمة عبر الحوار.
وقال لافروف، في مؤتمر صحفي بموسكو الأربعاء، بعد يوم مباحثات أجراها بدمشق، الثلاثاء، إن نتيجة أي محادثات لإنهاء إراقة الدماء في سوريا يجب ألا تحدد مسبقاً، بحسب ما نقلت وكالة "انترفاكس" الرسمية.
وأضاف أن استدعاء عدد من الدول سفراءها من سوريا "غير منطقي"، ولا يسهم في تطبيق الخطة العربية لحل الأزمة.
وتابع: "إننا لا نفهم هذا المنطق.. لا أعتقد أن استدعاء السفراء يوجد ظروفاً ملائمة لتطبيق مبادرة الجامعة العربية."
يذكر أن دول الخليج قررت الثلاثاء، استدعاء سفرائها من سوريا، والطلب من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها "بشكل فوري."
وجاء التحرك العربي بعد قليل من إغلاق وزارة الخارجية الأمريكية سفارتها في دمشق وسحب طاقمها الدبلوماسي، بينما استدعت لندن سفيرها للتشاور.(للمزيد)
كما انتقد وزير الخارجية الروسي قرار جامعة الدول العربية تجميد مهام بعثة مراقبيها لسوريا، وقال في هذا الصدد: "لماذا سحبت دول الخليج ممثليها من البعثة؟.. ولماذا أوقفت عملياتها في الوقت الذي بدأ فيه مجلس الأمن الدولي الاستماع لتقريرها؟"
وكانت الجامعة العربية قد علقت أعمال بعثتها في سوريا أواخر يناير/ كانون الثاني الفائت، نظراً إلى تدهور الأوضاع بشكل خطير هناك واستمرار استخدم العنف.
وعن نتائج مباحثاته في دمشق، ذكر لافروف أن الرئيس السوري كلف نائبه، فاروق الشرع، بإجراء الحوار مع كل قوى المعارضة، طبقاً للمصدر.
وكان الأسد قد أعلن عقب لقائه بوزير الخارجية الروسي، الثلاثاء، أنه "مستعد للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار" في بلاده، واعتبر أن دمشق التزمت خطة عمل الجامعة العربية وتعاونت مع بعثة المراقبين العرب.
وشكر الأسد روسيا على مواقفها في مجلس الأمن الدولي، بعد أن أجهضت بفيتو مزدوج مع بكين، مشروع قرار حول بلاده، وقال إن دمشق "رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للأزمة، والتزمت خطة عمل الجامعة العربية التي أقرت في الثاني من شهر (نوفمبر) تشرين الثاني للعام الماضي، وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب، بالرغم من عرقلة بعض الأطراف العربية لعمل البعثة"، مجدداً الاستعداد للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار في سوريا.(المزيد)
وكانت موسكو قد وجهت "إنذاراً شديد اللهجة" إلى نظام الأسد، أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، قائلةً إنها لم يعد لديها ما تقدمه إلى دمشق.