دمشق، سوريا (CNN)-- قال ناشطون سوريون إنهم عثروا على أكثر من 45 جثة قتل أصحابها طعنا بأدوات حادة ومن ثم تعرضت أجسادهم للحرق في مدينة حمص، معظمهم من النساء والأطفال، وذكر نشطاء أن الأطفال قتلوا طعناً أمام أمهاتهم، بينما تعرضت النساء والفتيات للاغتصاب وجرى إحراق البعض وهم أحياء، ما دفع المجلس الوطني المعارض لإصدار بيان يدعو فيه لعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن.
ووصفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بعض ما جرى في حمص، فقالت إن المهاجمين قاموا بفصل الرجال عن النساء والأطفال، وقاموا بإخضاعهم لـ"تعذيب ممنهج" على مدار ساعات، كما جرى إلقاء البنزين على بعضهم وإشعال النار فيهم وهم أحياء، في حين قتل البعض الآخر رمياً بالرصاص.
وجرى قتل الأطفال طعناً بآلات حادة أمام أمهاتهم، بينما تعرضت النساء والبنات الصغيرات لاعتداءات جنسية قبل إطلاق النار عليهن.
وذكرت الشبكة أن النشطاء تمكنوا من سحب 31 جثة، كما جرى نقل بعض الجثث من قبل قوات الأمن السوري إلى جهة غير معروفة.
وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي تكتل لمجموعات معارضة تقوم بتوثيق الأحداث الميدانية في سوريا، إن معظم القتلى من النساء والأطفال، وقد وقعت عمليات القتل في حي كرم الزيتون بالمدينة، وقال هادي العبدالله، الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية، إن الهجوم وقع خلال مداهمة "الجيش وعصابات الشبيحة للمنطقة."
واتهمت لجان التنسيق القوات الموالية للرئيس بشار الأسد بتنظيم الهجوم، وقالت إن القتلى هم جزء من حصيلة الخسائر البشرية في البلاد الأحد، والتي بلغت 108 قتلى، وجرى عرض تسجيلات فيديو للجثث عبر مواقع الانترنت.
وتحت عنوان "آن لضمائر العالم أن تتحرك على وقع جرائم العصر في حمص" أصدر المجلس الوطني السوري بيانا جاء فيه أنه في "ظل عجز بعض العالم وصمت آخرين يرتكب النظام الأسدي المجرم مزيداً من عمليات القتل والإبادة، مستهدفاً من جديد الأطفال والنساء بشكل وحشي لا يمكن أن تقدم عليه إلا فئة انتزع من قلبها كل ما يمت إلى الإنسانية بصلة."
ووصف المجلس ما جرى في حيي كرم الزيتون والعدوية المجاورة بأنه "جريمة مروعة" وذهب ضحيتها "قرابة خمسين طفلاً وامرأة بعد جرائم مماثلة ارتكبت في معظم أحياء المدينة، تقدم دليلاً إضافياً على أن هذا النظام ومسؤوليه هم فئة ضالة مجرمة، مصيرهم محكمة الجنايات الدولية بوصفهم مجرمو حرب."
ودعا المجلس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى "تحرك دولي فاعل،" وحض مجلس الأمن على "اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات الإبادة مهما كانت طبيعتها بما في ذلك التدخل العاجل والحازم لردع النظام بكل الوسائل التي تمنع استخدامه لآلة الموت والقتل والتدمير."
واتهم المجلس الدول التي تساند النظام السوري بأنها "تشاركه المسؤولية عن أفعاله وجرائمه،" وطالب دول العالم كافة "أن تتخذ الموقف الذي تقتضيه مسؤوليتها السياسية والأخلاقية في نصرة الشعب السوري ووقف القتل والإبادة، والتحرك السريع لإقامة مناطق آمنة لحماية المدنيين السوريين وخاصة مدينة حمص المنكوبة."
وكشف المجلس أنه "يجري الاتصالات اللازمة مع كافة المنظمات والهيئات والدول الصديقة للشعب السوري بغية الدعوة لعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي، ومساعدة الشعب السوري على الدفاع عن نفسه وتزويده بكل الوسائل المطلوبة، والتدخل لحماية المدنيين السوريين الذين يقتلون ذبحاً على يد جلاوزة النظام."
ودعت مجموعات المعارضة السورية إلى أن يكون يوم غد الثلاثاء "يوم حداد،" على ضحايا كرم الزيتون، وطالبت بإغلاق المتاجر والمؤسسات التربوية وارتداء الأسود لإظهار التعاطف مع عائلات القتلى.
كما أشارت التقارير إلى سقوط 14 قتيلاً الثلاثاء، توزعوا بواقع خمسة في دمشق هم من جنود الجيش السوري الحر المنشق عن النظام في العاصمة دمشق، إلى جانب ثلاثة في درها وثلاثة في إدلب وواحد في حلب، إلى جانب قتيلين في الرقة.
بالمقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر إعلامي لم تذكر هويته قوله إن صور الجثث التي تعرضها بعض الفضائيات هي "من جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة بحق الأهالي الذين اختطفتهم وقتلتهم في حمص،" واتهم المصدر "مجموعات إرهابية مسلحة" بخطف الأهالي في بعض أحياء حمص وقتلهم والتمثيل بجثامينهم.
وقال المصدر إن تلك الجماعات تصور الجثث "لوسائل إعلام بهدف استدعاء مواقف دولية ضد سوريا،" واتهم بعض وسائل الإعلام العربية بأنها "تشارك المجموعات الإرهابية المسلحة جرائمها" على حد تعبيره.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة هذه المعلومات بشكل مستقل، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لوسائل الإعلام الأجنبية بالعمل على أراضيها بحرية.