دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد نحو عشرة أيام على مقتلهما في مدينة حمص، قامت السلطات السورية الجمعة، بتسليم جثتي الصحفيين الأمريكية ماري كولفين، والفرنسي ريمي أوشليك، إلى فرق الإغاثة التابعة لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأكد متحدث باسم الصليب الأحمر تسلم جثتي الصحفيين الغربيين، اللذين قُتلا في 22 فبراير/ شباط الماضي، نتيجة إصابتهما بقذيفة "مجهولة المصدر"، خلال اشتباكات بين القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ومسلحي "الجيش السوري الحر"، في حي "بابا عمرو" بمدينة حمص.

وكانت الصحفية الأمريكية، ماري كولفين، قد تحدثت بأسى، خلال مقابلة مع شبكة CNN، عشية مقتلها، عن مشاهدتها لصبي صغير يلفظ أنفاسه، بعدما اخترقت شظية صدره بعد تعرض بيت أسرته للقصف.

ويُعد أوشليك ثاني صحفي فرنسي، وثالث صحفي غربي يلقى مصرعه في ذات المدينة، والرابع في سوريا.

ورغم أن السلطات السورية أعلنت الخميس، عن منح "ضوء أخضر" لموظفي الصليب والهلال الأحمر، لإدخال مساعدات إنسانية وإخلاء الجرحى من حي "بابا عمرو"، أكد المتحدث باسم اللجنة الدولية، سايمون سكورنو، أن موظفيها لم يتمكنوا من دخول الحي المنكوب حتى مساء الجمعة.

وقال رئيس الصليب الأحمر، جاكوب كلينبرغر، إنه "من غير المقبول أن الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة لمساعدة طارئة منذ أسابيع، لم يحصلوا على أي دعم حتى الآن"، وأضاف: "نحن باقون في حمص الليلة، على أمل أن نتمكن من دخول بابا عمرة في أقرب وقت."

وتابع كلينبرغر، في بيان تلقته CNN مساء الجمعة، قائلاً: "بالإضافة إلى ذلك، فقد فر العديد من الأسر من بابا عمرو، ونعمل على تقديم المساعدة العاجلة لهم في أسرع وقت ممكن."

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد دعت السلطات السورية مراراً، لتطبيق وقف يومي للقتال لمدة ساعتين على الأقل، في جميع المناطق المتضررة، لإفساح المجال أمام الإيصال السريع للمساعدات الإنسانية.

وتمكنت القوات الحكومية من دخول حي "بابا عمرو" الخميس، بعد قرابة الشهر من القصف المتواصل، بالمروحيات وقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة، مما دفع مسلحي "الجيش السوري الحر"، إلى إعلان "انسحاب تكتيكي" من المواقع التي كان يتحصن بها داخل الحي.