دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكد ناشطون في المعارضة السورية أن مسلحي "الجيش السوري الحر" بدأوا "انسحاباً تكتيكياً" من حي "بابا عمرو"، بمدينة حمص الخميس، في الوقت الذي بدأت فيه فرق الإغاثة التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر الدخول إلى المدينة، بعد حصولها على "ضوء أخضر" من السلطات السورية.
وقال الجيش الحر، الذي يخوض معارك ضارية ضد القوات الموالية لنظام الرئيس، بشار الأسد، إن قرار الانسحاب من حي "بابا عمرو"، الذي يتعرض لقصف عنيف من جانب القوات الحكومية منذ نحو أربعة أسابيع، جاء بهدف حماية ما تبقى من السكان المدنيين، الذين يرفضون مغادرة منازلهم.
تأتي الأنباء عن انسحاب مسلحي المعارضة من بابا عمرو، بعد قليل من إعلان رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون، عن تشكيل "مكتب استشاري عسكري" لدعم الجيش الحر، وهو الإعلان الذي يُعد تحولاً في طريقة عمل المجلس الذي يضم عدداً من قادة المعارضة في الخارج.
من جانبها، ذكرت لجان التنسيق المحلية للثورة السورية، التي تتولى تنسيق وتوثيق الاحتجاجات ضد نظام الأسد، أن ما يزيد على 37 قتيلاً سقطوا، حتى اللحظة، بنيران القوات الحكومية في مختلف أنحاء سوريا الخميس، من بينهم 22 قتيلاً في حمص وحدها.
أما وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" فقد تحدثت الخميس، عن تشييع 9 "شهداء" من عناصر الجيش، استهدفتهم من أسمتهم "المجموعات الإرهابية المسلحة"، أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في محافظات حمص، وإدلب، ودمشق، وريف دمشق.
يُشار إلى أن CNN، ووسائل إعلام أخرى، لا يمكنها التأكد من حصيلة الضحايا بشكل مستقل، نظراً للقيود التي تفرضها السلطات السورية على حركة المراسلين الأجانب.
كوبا تنضم إلى "فيتو" روسيا والصين
وفي تطور باتجاه إعادة ملف الأزمة السورية إلى مجلس الأمن، قال السفير البريطاني بالأمم المتحدة، مارك لايل غرانت: "هناك احتمال للعودة إلى مجلس الأمن الدولي بمشروع قرار، لنرى ما إذا كان من الممكن إصدار قرار لا تستخدم روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضده، كما حدث مع مشروعي القرارين الأخيرين."
وكان مجلس حقوق الإنسان، التابع للمنظمة الدولية، قد أصدر قراراً جديداً خلال الساعات القليلة الماضية، طالب فيه الحكومة السورية بالوقف الفوري للحملة العنيفة ضد المتظاهرين، وبالسماح بوصول الوكالات الإنسانية بحرية وبدون إعاقة إلى أكثر المناطق تضرراً، لتوصيل المساعدات الغذائية والطبية الضرورية.
وذكرت إذاعة الأمم المتحدة أن القرار صدر بموافقة 37 عضواً، ومعارضة روسيا والصين وكوبا، وامتناع ثلاثة أعضاء عن التصويت، ونقلت عن الدول المعارضة أن "القرار ينظر إلى جانب واحد، ولا يقدم أية اقتراحات لإنهاء الأزمة."
آموس تأسف لعدم تمكنها من دخول سوريا
وفي وقت سابق الأربعاء، أعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري آموس، عن خيبة أملها لعدم تمكنها من زيارة سوريا، على الرغم من تكرار مطلبها بلقاء المسئولين السوريين "على أعلى المستويات."
وشددت آموس، في بيان صحفي، على أن "تحسين الوصول الإنساني إلى أكثر المحتاجين للمساعدات، هو أهم الأولويات في الوقت الراهن، بسبب التدهور السريع للوضع الإنساني في سوريا، والاحتياج المتزايد للمساعدة الطبية والغذاء والإمدادات الأساسية."
دمشق: موعد الزيارة لم يكن مناسباً
وردت دمشق، على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين، على تصريحات المسؤولة الدولية بالقول إن "الوزارة اطلعت، بكل أسف، على الادعاءات التي جاءت في بيان صحفي أصدرته فاليري آموس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، بأن سوريا رفضت استقبالها والتعاون مع مهمتها."
ونقلت "سانا" عن المتحدث الحكومي قوله إن "وزارة الخارجية والمغتربين تود أن توضح في هذا المجال، أنها كانت قد رحبت بزيارة آموس، واستقبالها في دمشق، واستعدادها لمناقشة مهمتها، والتعاون معها، على أن يتم الاتفاق على موعد مناسب للطرفين لزيارتها، ولكن فوجئنا بوصولها إلى المنطقة، وطلبها القدوم إلى سوريا، في موعد لم يكن مناسباً لنا."
وأضاف الناطق باسم الخارجية، والذي لم تسمه الوكالة الرسمية، أنه "ولوضع الأمور في نصابها، فإن الجانب السوري على استعداد لمتابعة التشاور مع آموس حول الموعد المناسب للطرفين، لبدء زيارتها إلى دمشق"، إلا أنه لم يصدر تعليق فوري من جانب المنظمة الأممية على التصريحات الواردة من دمشق.