CNN CNN

تحركات عربية ودولية لاختراق "الحصار" على سوريا

الثلاثاء، 06 آذار/مارس 2012، آخر تحديث 12:11 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- ما زالت العديد من المنظمات الدولية والإقليمية تواصل جهودها للضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، لدفعه على وقف "آلة القتل"، التي حصدت أرواح الآلاف من أبناء شعبه، منذ انطلاق الاحتجاجات المناوئة له قبل عام، والتي يواجهها نظامه بحملة قمع واسعة.

وبعد تزايد الجدل حول دعوة المجتمع الدولي لتبني اقتراح بتسليح المعارضة السورية، عاد الزخم إلى دوائر الدبلوماسية مرة أخرى، خاصةً بعدما أغلقت كل من روسيا والصين الطريق أمام مجلس الأمن، لاتخاذ قرار يدعو الأسد إلى التخلي عن السلطة، بموجب خطة عمل أقرتها جامعة الدول العربية.

ورغم أن السلطات السورية رفضت في السابق استقبال عدد من المسؤولين الدوليين، من بينهم وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسقة الإغاثة الطارئة، فاليري آموس، بدعوى أن "التوقيت غير مناسب"، عادت دمشق لتعلن الاثنين، ترحيبها بزيارة المسؤولة الأممية.

وأكدت آموس من جانبها، بحسب بيان تلقته CNN بالعربية، أنها تسلمت تأكيداً من السلطات السورية بأنه يمكنها أن تزور سوريا خلال الأسبوع الجاري، مشيرة إلى أنها سوف تصل إلى العاصمة السورية دمشق، الأربعاء 7 مارس/آذار، على أن تغادرها الجمعة.

وفيما يتعلق بالهدف من الزيارة، قالت آموس إنه، وكما طلب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فإنها تستهدف حث كافة الأطراف على السماح بتوفير فرص وصول، وبدون عوائق، فرق الإغاثة الإنسانية، حتى يتمكنوا من إجلاء الجرحى ونقل الإمدادات الأساسية.

ومن المتوقع أن تنهي المسؤولة الدولية زيارتها المرتقبة لسوريا قبل يوم من الموعد المحدد لوصول المبعوث "المشترك" الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي عنان، والذي يُعتقد أنه سيقوم بأول زيارة إلى سوريا، ضمن مهمته المكلف بها، السبت المقبل.

وأكدت دمشق، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر إعلامي، أن سوريا ترحب بزيارة عنان.

كما أشار المصدر نفسه إلى أن سوريا وافقت أيضاً على استقبال فاليري آموس، والتي قال إنها ستجري محادثات مع وزير الخارجية، وليد المعلم، كما ستقوم بزيارة بعض المناطق في سوريا.

وفي وقت سابق الأحد، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إن عنان سيصل إلى القاهرة في السابع من الشهر الجاري، قبل أن يتوجه إلى دمشق في العاشر من نفس الشهر، في أول زيارة له منذ شغله المنصب.

وعلى الصعيد العربي، أعلن أمين عام جامعة الدول العربية تعيين وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، ناصر القدوة، نائباً للمبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة للأزمة السورية، مشيراً إلى أن اختيار القدوة جاء بناءً على مشاروات مع كوفي عنان.

وأعرب العربي، في بيان تلقته CNN بالعربية، عن ثقته في أن "الدكتور القدوة أهل لهذه المهمة، ذات الأهمية البالغة، في ظل الظروف الخطيرة الراهنة، التي تمر بها سوريا."

وعربياً أيضاً، يعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية اجتماعاً السبت، لمناقشة تطورات الأزمة السورية، من المقرر أن يشارك فيه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.

كما عقد العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، اجتماع قمة الاثنين، مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، جرى خلالها "بحث مجمل الأحداث والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية"، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في كلا الدولتين الخليجيتين.

وفي موسكو، بحث وزير الخارجية الأردني ناصر جوده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الاثنين العلاقات الثنائية والوضع في سوريا وعملية السلام والتطورات التي تشهدها المنطقة بشكل عام.

واكد جوده بان الملف السوري يجب حله في اطار الجامعة العربية بحيث نمنع ان يكون هناك أي تدخل اجنبي، مجددا التاكيد على رفض الاردن للتدخل العسكري الاجنبي بسوريا وضرورة الحفاظ على امن وامان ووحدة سوريا الترابية، مشيرا الى ان الموقف الاردني هو في اطار الاجماع العربي، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية (بترا).

وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات قال جوده:" إننا متفقون بانه ليس من مصلحة احد ان يكون هناك تباين في الموقف الروسي والعربي، ولا بد أن نقف جميعا الى جانب الشعب السوري، وضرورة حمايته ووقف العنف ووقف اراقة الدماء."

ونوه جوده بان اجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية المزمع في القاهرة في العاشر من اذار الحالي، بمشاركة الوزير الروسي لافروف " سيبحث بشكل خاص هذا الملف."

وقال:" نسعى لحل سياسي بعيدا عن التدخلات الخارجية."

من جانبه، شدد وزير الخارجية الروسي على أن بلاده تؤيد ضرورة تقديم الدعم الإنساني للشعب السوري، وقال: "قررنا قبل أيام التبرع بمليون فرنك سويسري لتمويل نشاط اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية، وسوف نستمر في توفير أشكال الدعم الإنساني الأخرى للسوريين."

وأشار لافروف إلى أن روسيا والأردن تدعوان إلى ضرورة أن تبدأ "البعثة الإنسانية التي يرأسها نائب أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري اموس" العمل في سورية في أسرع وقت، وقال: "نعلق آمالا كبيرة على هذه البعثة."

وتطرق الوزير الروسي إلى موضوع العنف في سورية، وقال إن "المعلومات الواردة من مختلف المصادر لا تبعث على الأمل فيما يخص وقف العنف،" حسب ما نقلته وكالة نوفوستي الروسية.

واضاف بأن هناك معلومات تفيد بأنه بالإضافة إلى حصول المعارضة السورية على السلاح يأتي إلى سورية مسلحون من البلدان الأخرى، وقال: "ولهذا، وإذ نتفق على ضرورة مطالبة حكومة الجمهورية العربية السورية بوقف القتال في المدن والبلدات، نرى أنه من الضروري أن يوقف الطرف الآخر أيضا القتال على نحو مماثل." 

ونوه الوزير الروسي بأن "مشروع القرار بشأن سورية الذي أعدته روسيا يبقى مطروحا على طاولة المباحثات."