دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أفاد ناشطون في المعارضة السورية، باندلاع معارك بين القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ومسلحي الجيش السوري الحر"، قرب الحدود مع تركيا الجمعة، في انتهاك جديد لوقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه صباح الخميس، في الوقت الذي جددت فيه دمشق التزامها بـ"إنجاح" مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي عنان.
وفيما قالت المعارضة إن اليوم الأول لسريان وقف إطلاق النار، شهد سقوط 37 قتيلاً، بينهم 25 سقطوا في "مجزرة" جديدة بحي "دير بعلبة" بمدينة حمص، اتهمت حكومة دمشق من أسمتهم "المجموعات الإرهابية المسلحة"، بمواصلة تصعيد "عملياتها الإجرامية، التي تستهدف المدنيين والعسكريين، ومحاولة ضرب استقرار سوريا، والعمل على نسف أي جهود لإيجاد حل سياسي للأزمة."
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" الجمعة، أن "مجموعة إرهابية مسلحة" استهدفت بعبوة ناسفة حافلة مبيت تقل عدداً من الضباط وصف الضباط، خلال توجههم إلى عملهم بإحدى الوحدات العسكرية في حلب، مما أدى إلى مقتل ضابط برتبة مقدم، وإصابة 24 ضابطاً وصف ضابط آخرين، إضافة إلى إصابة عدد من المدنيين، تصادف وجودهم في المكان.
كما أشارت إلى أن "مجموعة إرهابية مسلحة"، "في إطار استهدافها للكفاءات الوطنية"، اغتالت العميد وليد جوني، في "جرمانا" بريف دمشق مساء الخميس، وقالت إن "إرهابيين صعدوا إلى الشقة التي يقيم بها العميد جوني، في الطابق الخامس، وقرعوا باب منزله، وخلال قيامه بفتح الباب أقدموا على إطلاق الرصاص عليه واغتياله، ما أدى إلى استشهاده."
وأضافت "سانا" أن "مجموعة إرهابية مسلحة"، استهدفت أمس، بعبوة ناسفة، سيارة تابعة لحفظ النظام في منطقة "وادي حاج خالد"، قرب "محل مخللات حربة"، وعلم مراسل الوكالة الحكومية، من مصدر رسمي، أن ضابطاً وعدداً من العناصر، أصيبوا في "الاعتداء الإرهابي."
كما اغتالت "مجموعة إرهابية مسلحة"، بحسب الوكالة ذاتها، المواطن ناصر بخيت ناصر، أمين الفرقة الحزبية في بلدة "المزيريب"، بمحافظة درعا، في حوالي السادسة والنصف من صباح أمس (الخميس)، أثناء توجهه من منزله إلى كشك لبيع الخبز، ولفتت إلى أن "المجموعة الإرهابية" كانت تستقل سيارة سوداء نوع كيا لا تحمل لوحات.
وأشارت "سانا" إلى أن 75 شخصاً من "حرستا"، و6 أشخاص من بلدة "زبدين" بالمليحة، و54 من قرية "الجبة" بريف دمشق، و25 آخرين من "الحفة" باللاذقية، سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة، للعودة إلى حياتهم الطبيعية، بعدما تعهدوا بـ"عدم العودة إلى حمل السلاح والتخريب، واللجوء إلى كل ما من شأنه الإخلال بأمن وسلامة الوطن."
يُشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة المعلومات الميدانية نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل بشكل مستقل على أراضيها.
من جانب آخر، أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، التزام بلاده بالعمل على إنجاح مهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، وقال: "لدينا التزام كبير بالتعاون مع عنان، ونتوقع من الأطراف الأخرى، وفقاً لشروط الخطة، أن تقوم بالالتزامات ذاتها، ولا تعمل ضدها."
واتهم الجعفري، في مؤتمر صحفي بعد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة تطورات الوضع بالنسبة للأزمة السورية، من وصفهم بـ"المجموعات الإرهابية المسلحة" بارتكاب ثماني انتهاكات، مضيفاً أن الحكومة السورية "تحافظ على ضبط النفس بأقصى درجاته، وهي على أتم الالتزام بما اتفق عليه."
كما جدد الجعفري اتهاماته إلى بعض الدول العربية والقوى الدولية، بالعمل على تصعيد الأزمة السورية، معتبراً أنها "ذات أبعاد محلية وعربية وإقليمية، ولها بعد آخر دولي، وبالتالي ليس كافياً أن تبدي الحكومة السورية كامل التزامها تجاه إنجاح خطة عنان، بل على الجميع أن يقف معنا بشكل واضح وجلي، دون اللجوء لأي غموض في هذه المسألة."
وأشار المندوب السوري إلى أن "بعض السياسات في المنطقة تخيب الآمال اليوم، لأن خطة عنان نجحت، ووقف العنف نجح أيضاً"، وقال: "إن ثبات مصداقية الحكومة السورية تأكد، وبعض الإعلانات التحريضية من هنا وهناك، لن تكون مفيدة، بل على النقيض، إن أي إجراءات تحريضية ستكون هدامة ومؤذية لفرص نجاح خطة عنان."
وحول مواقف الحكومة التركية الحالية تجاه سوريا، قال الجعفري إن "سياسات الحكومة التركية أصبحت جزءاً من المشكلة، وليس من الحل، فهي تسهل تسلل المسلحين عن طريق الحدود السورية التركية، وتؤوي على أراضيها بعض المجموعات المسلحة"، معتبراً أن ذلك يشكل انتهاكاً لخطة المبعوث الدولي.
وقال المندوب السوري، في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء الرسمية الجمعة، إنه "على الحكومة التركية أن تراقب سياساتها، وتعيد النظر في مواقفها، قبل أن تطلب من (حلف شمال الأطلسي) الناتو التدخل، فالمنطقة بحاجة إلى استقرار، وعلاقات جوار جيدة، لا إلى تصعيد."
وحول الشكوك في مدى التزام سوريا بوقف إطلاق النار، قال الجعفري إن "الذين يشككون بنوايا الحكومة السورية، كانوا من الأساس لا يريدون أي نجاح للمساعي السلمية، وكانوا يراهنون على إمكانية إفشال مهمة عنان لإنهاء الأزمة، لذلك كانت كل تصريحاتهم تنصب على كيفية استفزاز الحكومة، بحيث يكون رد الفعل السوري غير متناسب مع أعمال العنف المرتكبة من قبل المجموعات المسلحة."
وحول دخول عدد من "الإرهابيين" من السعودية إلى سوريا، على حد وصف وكالة الأنباء السورية الرسمية، قال الجعفري: "إن لدينا الكثير من القرائن والبراهين، التي ستحرج الدول التي رعت الإرهاب في سوريا، ولكن سنكشف عن ذلك في الوقت المناسب"، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل.