بغداد، العراق (CNN) -- وصلت مجموعة من المراقبين الدوليين السبت إلى مدينة حمص المحاصرة والتي تتعرض للقصف منذ أسابيع، واجتمع الوفد مع المحافظ، كما أجرى لقاءات مع ناشطين بالشوارع، بعد أن كانت السلطات السورية قد رفضت طلباً سابقاً له بزيارة المنطقة، بينما أفاد معارضون عن استمرار المواجهات في أكثر من منطقة، مشيرين إلى مقتل 16 شخصاً بعمليات أمنية السبت.

وكانت البعثة الدولية قد زارت مناطق في ريف دمشق وفي درعا، ولكنها تزور حمص للمرة الأولى، ويشكو الناشطون في المدينة من تعرضها للقصف المتواصل طوال الأسابيع الماضية، وخاصة الأحياء القديمة ومنطقة الخالدية.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي هيئة معارضة تقوم برصد الأوضاع الميدانية في سوريا، إن حصيلة القتلى السبت بلغت 16 قتيلاً، بينهم امرأة وطفلة وثلاثة قضوا تحت التعذيب وستة من عناصر "الجيش الحر،" وتوزع القتلى بواقع 5 بدرعا و8 بحلب و3 بحمص، إلى جانب اثنين سقطا في طيبة الإمام بحماة.

وذكرت اللجان أن المراقبين الدوليين دخلوا إلى المستشفى الوطني بحي جورة الشياح في حمص، و"اطلعوا على الدمار فيه وفي شارع القرابيص، والتقوا عائلات مهجرة، قبل أن ينتقلوا إلى حي الخالدية."

كما أفادت اللجان بخروج عدة مظاهرات في مناطق مختلفة، كما أبلغت عن تطورات أمنية، بينها محاصرة حي الكتف بمدينة البوكمال، وسماع دوي انفجار في بلدة الكرك بدرعا، ترافق  مع إحراق لمنزلين على الأقل من قبل القوات النظامية التي نفذت حملة اعتقالات بالتزامن مع اقتحام للبلدة بالآليات.

من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية إن القوات المسلحة شيعت من المستشفيات 37 قتيلاً من عناصر الجيش وحفظ النظام ومدني "استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في محافظات دمشق وريفها وحلب وحمص ودرعا."

وأشارت الوكالة إلى قيام من وصفتها بـ"المجموعة الإرهابية المسلحة" بتفجير خط لنقل في دير الزور، ما أدى إلى اندلاع حريق عند نقطة التفجير، ما أدى إلى خسارة نحو 2000 برميل جراء الحريق، كما أفادت عن العثور على جثة مختار بلدة المسيفرة بدرعا، وتفكيك عبوة زنتها 350 كلغ ببلدة عتمان.

كما لفتت الوكالة إلى إخلاء سبيل 30 موقوفا تورطوا في الأحداث الأخيرة و"لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين" على حد تعبيرها، مشيرة إلى أنه قد سبق ذلك عمليات مماثلة شملت المئات.

ويشكل الإفراج عن الموقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة في سوريا أحد أبرز البنود التي تطرقت إليها خطة المبعوث الدولي، كوفي عنان، لوقف العنف في سوريا.

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.

وتتزامن هذه التطورات مع العمل الجاري في مجلس الأمن من أجل التصويت على مشروع قرار جديد يجيز زيادة عدد المراقبين الدوليين، وأشارت مصادر دبلوماسية لـCNN إلى أن المشروع يدعو الحكومة السورية للالتزام الفوري بخطة عنان، كما يحضها - مع المعارضة - على وقف العنف.

ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية الرسمية للأنباء أن موسكو عرضت على مجلس الأمن الدولي الجمعة، "مشروع قرار بتأسيس بعثة المراقبة في سوريا."

ونقلت الوكالة عن الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، قوله: "قمنا بهذه الخطوة متابعة لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي قدمه لمجلس الأمن،" موضحاً أن المشروع الروسي "يضم اقتراحات عملية حول معايير آلية المراقبة على وقف العنف ويهدف إلى دعم جهود عنان وينص على تشكيل بعثة المراقبة للفترة الابتدائية المحددة بثلاثة أشهر ليكون عدد أعضائها 300."

وأشار لوكاشيفيتش إلى أن المشروع الروسي يشدد على "أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة في سورية، من أجل تشكيل نظام سياسي ديمقراطي وتعددي سيوفر المساواة لجميع شرائح المجتمع السوري بغض النظر عن الانتماءات الإثنية والطائفية،" على حد تعبيره.