الأمم المتحدة (CNN)-- وصف المبعوث الدولي المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، كوفي عنان، بعثة المراقبين التي قرر مجلس الأمن الدولي إرسالها إلى الدولة العربية، بأنها "فرصة أخيرة"، لتجنب انزلاق الدولة العربية، التي تشهد اضطرابات دامية، منذ ما يزيد على 14 شهراً، إلى حرب أهلية طاحنة.
وعبر عنان، في تقييم للوضع في سوريا، قدمه أمام مجلس الأمن الدولي الثلاثاء، وصف بأنه "قاتم"، عن شعوره بـ"القلق، إزاء تزايد المخاوف من نشوب "حرب أهلية شاملة"، كما أشار إلى تزايد عمليات الاعتقال والتعذيب، التي تقوم بها القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ضد المعارضين المناوئين له.
كما كشف عنان عن اعتزامه التوجه إلى دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة، لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا، على ضوء خطة "النقاط الست"، التي تهدف إلى وقف أعمال القتل، التي حصدت ما يقرب من 15 ألف قتيل، بحسب تقديرات لجماعات المعارضة السورية.
من جانبه، رد المبعوث السوري لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، بقوله إن "عمل بعثة المراقبين يسير بالاتجاه الصحيح، ولكن نوعية جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة باتت أسوأ"، في إشارة إلى "الجيش السوري الحر"، الذي يقود المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد.
وقال الجعفري، في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة، إن سوريا تقوم بتنفيذ كل ما يترتب عليها من خطة مبعوث الأمم المتحدة، إلا أنه اتهم من أسماهم "الأطراف الداعمة للإرهابيين بالمال والسلاح، من السعودية وقطر وتركيا، لا تنفذ ما يترتب عليها، وعلى تلك الدول وقف دعم المجموعات الإرهابية المسلحة."
ولفت الجعفري، في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، إلى أن "المجموعات الإرهابية المسلحة ترتكب جرائم ضد المدنيين والعسكريين"، مشيراً إلى اعتقال نحو 26 مسلحاً من جنسيات عربية، "اعترفوا بأنهم أتوا من ليبيا وتونس وبلدان أخرى، عبر تركيا ولبنان، ليرتكبوا أعمالاً إرهابية في سوريا."
في المقابل، وصفت السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة، سوزان رايس، الوضع في سوريا بأنه "لا يزال مزرياً"، وشددت على أن واشنطن كانت واضحة منذ البداية بضرورة العمل على إنجاح خطة عنان، واتهمت النظام السوري بعدم الالتزام بتنفيذ بنود خطة النقاط الست، التي قدمها المبعوث الدولي.
وفيما دعت رايس نظام الأسد إلى "التنحي" عن السلطة، واصفةً إياه بأنه "فقد شرعيته"، فقد شددت على أن الولايات المتحدة ستواصل الضغط على نظام دمشق، كما أشارت إلى أن واشنطن تعمل على تشكيل "تحالف دولي" من أجل ضمان انتقال السلطة في سوريا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد دعا في وقت سابق الاثنين، المجتمع الدولي إلى "الاحتشاد" خلف خطة عنان، بهدف التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، ووقف أعمال العنف المسلح بكافة أشكاله، من قبل جميع الأطراف.