دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت أوساط المعارضة السورية مقتل ثلاثة أشخاص حتى الساعة الأربعاء، مشيرة إلى قيام القوات الحكومية بشن عمليات عسكرية في عدة محافظات، وفي الوقت الذي كان فيه المجلس الوطني، الممثل الأكبر للمعارضة، يحمل المجتمع الدولي مسؤولية ما يجري في البلاد كانت السلطات السورية تعلن عن استمرار أعمال الفرز لأصوات الناخبين بالانتخابات النيابية.
وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي هيئة معارضة تقوم برصد الأوضاع الميدانية، مقتل ثلاثة أشخاص في محافظة حمص، مشيرة إلى أن اثنين قتلا أثناء قصف لإحدى المناطق، بينما جرى إعدام الثالث على يد مجموعة أمنية.
وبحسب اللجان، فقد شهدت محافظات درعا وإدلب وحماة وحمص عمليات عسكرية نفذها الجيش، مشيرة إلى حملة اعتقالات في حرستا بريف دمشق، شملت أحمد الترك، عضو مجلس الشعب السابق البالغ من العمر نحو سبعين عاما وولده أنس، إضافة لعمليات اقتحام في منطقة الضمير القريبة بدورها من العاصمة.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة التطورات الميدانية بشكل مستقل، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.
أما الصفحة الرسمية للمجلس الوطني، الذي يعتبر التجمع الأكبر لقوى المعارضة، فقد علقت على قول المبعوث الدولي والعربي، كوفي عنان، إن مبادرته حيال سوريا هي الفرصة الأخيرة قول وقوع البلاد بحرب أهلية قائلة: "المجتمع الدولي يبدي خشيته من حرب أهلية في سوريا إذا استمر الوضع على ما هو عليه، علما أن تراجعه عن تحمل مسؤولياته هي أحد أهم ركائز مشاريع الحرب الأهلية في أي منطقة في العالم ومنها سوري."
وأضافت الصفحة: "باختصار المجتمع الدولي شريك بالدم السوري الحرام، في حال لم يقوم بخطوات سريعة وملموسة لحماية شعبنا، غير أن وعي الشعب السوري أذهل العالم مجددا ، وسيثبت أن ثورتنا ستنتصر بسواعدنا."
كما وجه المجلس برقية تهنئة للرئيس الفرنسي المنتخب، فرانسوا أولاند، أعرب فيها عن ثقته بأنه خلال فترة رئاسته سيكون "سنداً للشعب السوري في كفاحه من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة."
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" استمرار عمليات فرز الأصوات في انتخابات مجلس الشعب والانتهاء من بعضها في عدد من المحافظات.
وكان المبعوث الدولي المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، كوفي عنان، قد وصف الثلاثاء مهمة بعثة المراقبين التي قرر مجلس الأمن الدولي إرسالها إلى الدولة العربية، بأنها "فرصة أخيرة"، لتجنب انزلاق الدولة العربية، التي تشهد اضطرابات دامية، منذ ما يزيد على 14 شهراً، إلى حرب أهلية طاحنة.
ووصف عنان الوضع في سوريا، في تقييم قدمه أمام مجلس الأمن الدولي، بأنه "قاتم"، وعبر عن شعوره بـ"القلق، إزاء تزايد المخاوف من نشوب "حرب أهلية شاملة"، كما أشار إلى تزايد عمليات الاعتقال والتعذيب، التي تقوم بها القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ضد المعارضين المناوئين له.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد دعا في وقت سابق الاثنين، المجتمع الدولي إلى "الاحتشاد" خلف خطة عنان، بهدف التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، ووقف أعمال العنف المسلح بكافة أشكاله، من قبل جميع الأطراف.