دمشق، سوريا (CNN) -- قال سكان في قرب بلدة القبير السورية، التي شهدت مذبحة راح ضحيتها نحو 80 شخصا الأسبوع الماضي، إن مراقبين من بعثة الأمم المتحدة في سوريا، موجودون في البلدة يوم الجمعة.
وقال الناشط مصعب الحمدي، وهو من المقيمين في القبير، ويبعد نحو 20 كيلومترا غرب البلدة، لشبكة CNN إن "مراقبي الأمم المتحدة متواجدون في القرية، وقد أخذهم الناشطون ليشاهدوا منازل أحرقت، وقبرا جماعيا دفن فيه الشهداء."
من جهته، قال ليث حموي، وهو أحد السكان أيضا، إنه التقى مراقبي الأمم المتحدة في القبير واصطحبهم إلى ساحات القبر الجماعي، وأعطاهم تفاصيل في أعقاب القصف."
وأضاف حموي أنه "ترك المنطقة بعد ذلك، بسبب تهديدات موجهة من أفراد الحاجز العسكري بأن أي شخص سيقترب من فريق الأمم المتحدة سوف يقتل."
وقتل 78 شخصا على الأقل في القبير، وفقا للجان التنسيق المحلية المعارضة في سوريا، في مذبحة تأتي بعد نحو أسبوعين من أخرى مشابهة شهدتها بلدة الحولة، وراح ضحيتها العشرات معظمهم من الأطفال والنساء.
وقال نشطاء من المعارضة إن القوات الحكومية قصفت القبير لمدة ساعة قبل أن تدخل ميليشيات، يعتقد السكان بأنهم من "الشبيحة،" ويحملون بنادق AK-47 وتطلق النار على الناس، من مسافة قريبة، أو تنقض عليهم بالسكاكين.
وقد أثارت الصور وتسجيلات الفيديو التي انتشرت حول مذبحة القبير غضب العالم، بينما قال القادة الدوليين إن الرئيس السوري بشار الأسد فشل في الالتزام بخطة سلام توسط فيها كوفي عنان، المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا.
وكان عنان اجتمع يوم الجمعة مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بعد جلسة ماراثونية بشأن سوريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في اليوم السابق.
وقال عنان إنه سيبحث مع كلينتون كيفية زيادة الضغط على الأسد لتغيير مساره، وغيرها من الخيارات لدى المجتمع الدولي من أجل وقف إراقة الدماء.
وأمام جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن أزمة سوريا، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المذبحة في مزرعة القبير، ووصفها بأنها "وحشية لا توصف" ودعا النظام السوري إلى التطبيق الفوري لخطة المبعوث الدولي كوفي عنان.
وحذر كي مون من تدهور الأوضاع في سوريا، وقال إن هذا البلد "هو الآن في لحظة محورية، فهل ستتحرك سوريا من نقطة التحول إلى نقطة الانهيار؟ إن المخاطر المترتبة على ذلك هي حرب أهلية شاملة باتت وشيكة وحقيقية."
من جهته، قال عنان في الجلسة، إن السوريين يمكن أن يواجهوا احتمالات حرب أهلية شاملة إذا لم يتم إحراز السلام، مؤكدا خطتنه المؤلفة من ست نقاط لم تطبق حتى الآن، في وقت تتصاعد في حدة الأزمة.
وأضاف المبعوث الدولي: "إذا لم تتغير الأمور، فالمستقبل من المرجح أن يشهد القمع الوحشي والمجازر والعنف الطائفي وحتى اندلاع حرب أهلية... جميع السوريين سوف يخسرون."