دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أن سوريا دخلت مرحلة "الحرب الأهلية"، منتقداً المجتمع الدولي، الذي "فشل" في وقف أعمال العنف المتواصلة منذ 16 شهراً، في الوقت الذي أفادت فيه مصادر المعارضة بسقوط 41 قتيلاً على الأقل، في مختلف المحافظات السورية الثلاثاء.

وقال أمين العام الجامعة العربية، في مؤتمر صحفي بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة الثلاثاء، إن الجامعة قامت بمحاولات كثيرة لحل الأزمة السورية منذ اندلاعها، ولكن لم يكتب لها النجاح، مشيراً إلى أنه لم يحدث جديد حتى الآن، بسبب وجود ما أسماه "عوار" في القانون الدولي.

وأضاف العربي قائلاً: "إننا لم نترك حلاً إلا وطرحناه وناقشناه، وتعرضنا لكثير من الاتهامات والهجوم، وكانت مطالب البعض بتدويل الملف السوري دولياً، وقمنا بالفعل بذلك.. كما طالبنا بتحويل قوة المراقبين إلى قوة لحفظ السلام للمساعدة في تخفيف الأوضاع التي تعيشها سوريا."

وأكد أمين عام الجامعة العربية، في تصريحاته التي أوردها التلفزيون المصري على موقعه "أخبار مصر"، أن الأزمة السورية "دخلت في نوع من الحرب الأهلية"، مشدداً على أن "المطلوب هو وقف العنف، سواء من جانب النظام، أو المعارضة التي تدافع عن نفسها."

وانتقد العربي "النظام الدولي المعاصر"، وأكد أن به ثغرات مكنت النظام السوري من استمرار استخدامه للعنف، في إشارة لاستخدام الصين وروسيا حق "الفيتو"، تجاه أي قرار يدين النظام السوري، واصفاً الجامعة العربية بأنها "منظمة إقليمية ذات قدرات محدودة."

وأشار إلى أن المبعوث المشترك للجامعة والأمم المتحدة، كوفي عنان، تم إيفاده إلى سوريا من خلال التشاور بين المنظمتين، لافتاً إلى أن "هناك مؤشرات تدل على أنه أوشك أن ينجز شيئاً"، حيث أنه قام بزيارة إيران الثلاثاء، معتبراً أن نجاح مهمة عنان تتطلب قراراً بوقف العنف على الأرض.(المزيد)

وقال إن الجامعة العربية شكلت "خلية أزمة" في القاهرة، برعاية الاتحاد الأوربي، لمتابعة الأوضاع الخطيرة في سوريا، وبقية الدول العربية، التي شهدت ثورات "الربيع العربي"، مشيراً إلى أن هذه الخلية ستتابع ما يحدث من تطورات في سوريا، لتتم معالجتها أولاً بأول.

من جانبها، أفادت لجان التنسيق المحلية، وهي جماعة معارضة تعمل من داخل سوريا، بسقوط ما لا يقل عن 41 قتيلاً، على يد قوات الجيش النظامي والمليشيات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، أو ما بات يُعرف بـ"الشبيحة"، في مختلف أنحاء سوريا الثلاثاء.

في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن "الجهات المختصة" وقوات حرس الحدود أحبطت الليلة الماضية، في عدة مواقع من "ريف تلكلخ" بمحافظة حمص، "محاولات تسلل مجموعات إرهابية مسلحة، من الأراضي اللبنانية إلى سوريا، وتمكنت من إيقاع خسائر كبيرة في صفوفها."

ونقلت عن مصدر بالمحافظة قوله إن "المجموعات الإرهابية استهدفت مواقع حرس الحدود على الجانب السوري، بنيران أسلحتها، في مواقع جسر قمار، وجسر أبو سويد، ومعابر هرموش، والعرموطة، والعريضة، ونورا، والدالية، محاولة التسلل عدة مرات إلى الأراضي السورية، وكان بحوزتها العديد من سيارات الدفع الرباعي، مجهزة برشاشات، إلا أن تصدي حرس الحدود لها منعها من التسلل، ولاذت بالفرار إلى داخل الأراضي اللبنانية."

وأضاف المصدر أن "الاشتباك أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين، فيما أصيب عنصر من الجهات المختصة بجروح"، وفق ما نقلت الوكالة الرسمية.

وأضافت أنه "في إطار استهدافها للكفاءات الوطنية، اغتالت مجموعة إرهابية مسلحة اليوم (الثلاثاء) الدكتور عبد الباسط عرجة، في دوار الكرة الأرضية بحلب."

وذكر مصدر بالمحافظة أن "المجموعة الإرهابية" أطلقت النار على الدكتور عرجة، أثناء ذهابه إلى عمله، مما أدى إلى إصابته، وفارق الحياة أثناء نقله إلى مشفى حلب الأهلي.

يُشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة التقارير الميدانية حول الوضع في سوريا بسبب رفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.