دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- دعا المجلس الوطني السوري، الممثل الأكبر للمعارضة، إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن لبحث الوضع بعد مجزرة التريمسة، كما طالب الدول العربية بإرسال قوات إلى سوريا، في وقت خرج فيه ناشطون في مظاهرات الجمعة تنديداً بالمبعوث الدولي والعربي، كوفي عنان، الذي أعرب عن "صدمته" حيال الأنباء عن المجزرة.
ودعا رئيس المجلس الوطني السوري، عبدالباسط سيدا، مجلس الأمن للانعقاد وبحث الوضع في بلاده، وناشد في مؤتمر صحفي الزعماء العرب دعم الشعب السوري، وطال الشعوب العربية بالتضامن مع الشعب السوري عبر المظاهرات.
وحض سيدا مجلس الأمن على حماية الشعب السوري، وطالب بتحقيق دولي في المجازر "التي ارتكبت وسترتكب وتقديم النتائج لمحكمة الجنايات" وأضاف: "ونطالب بعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لمناقشة كل الخيارات بما في ذلك إرسال قوات عربية لسوريا."
وأضاف سيدا: "سوريا منكوبة بأسرها،" وأكد الحاجة إلى تقديم المزيد من الدعم إلى الجيش السوري الحر، المناهض لنظام الرئيس بشار الأسد، كي يتمكن من حماية المدنيين وأضاف: "نناشد كل الدول الصديقة إلى تقديم كل أشكال الدعم إلى الجيش الحر."
وأكد سيدا موقف المعارضة الرافض للحوار مع من وصفهم بـ"القتلة" وشدد على أن الثورة السورية "مستمرة."
أما القيادي المعارض، جورج صبرا، والذي كان حاضراً في المؤتمر إلى جانب سيدا، فحمل روسيا مسؤولية المجزرة في تريمسة واستمرار القتل في سوريا، ودعا المجتمع الدولي إلى "الخروج من حالة التردد والعجز ووقف آلة القتل عبر المجلس الأمن وبدونه،" وأضاف: "ندعو الدول العربية إلى إغاثتنا فوراً، فالشعب السوري له حقوق على إخوته العرب."
من جانبها، قالت لجان التنسيق المحلية، وهي بدورها هيئة معارضة، إن بلدة الحولة في محافظة حمص تتعرض لقصف صاروخي ومدفعي وبقذائف الهاون، وأشارت أيضاً إلى سقوط ثلاثة قتلى في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين برصاص قوات موالية للأسد، إلى جانب وقوع إصابات كثيرة في اللطامنة بحماه جراء قصف الدبابات.
كما أعلنت المعارضة السورية ووكالة الأنباء الرسمية الحكومية عن وقوع انفجار لسيارة مفخخة في العاصمة دمشق، وذلك بمنطقة المزة، وسط تضارب حول ما إذا كان ذلك قد أدى لسقوط خسائر بشرية.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من الأحداث الميدانية نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.
من جهتها، قال المبعوث العربي والدولي، كوفي عنان، في بيان صادر باسمه حول ما جرى في التريمسة، إنه شعر بـ"الصدمة " جراء ما سمعه من أنباء حول "اشتداد القتال ووقوع أعداد كبيرة من القتلى والاستخدام المؤكد للأسلحة الثقيلة مثل المدفعية والدبابات والمروحيات."
واعتبر عنان أن ما يجري يمثل خرقاً للتعهدات الحكومية بالتزام وقف استخدام الأسلحة الثقيلة، بموجب خطة النقاط الست، مضيفاً أن بعثة المراقبة الدولية الموجودة في سوريا: "جاهزة للذهاب والسعي للتحقق من الوقائع على الأرض إذا سمحت الظروف بذلك."
وندد عنان بهذه "الفظاعات" وأضاف أنها "مثال آخر على كابوس الرعب الذي يتعرض له المدنيون السوريون،" مشدداً على ضرورة توقف العنف في البلاد.
وكان الآلاف من السوريين قد خرجوا في مظاهرات حاشدة بمختلف أنحاء البلاد الجمعة، بعد ساعات على وقوع مجزرة جديدة، يُعتقد أن القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ارتكبتها في بلدة "التريمسة."
وفور تكشف تفاصيل المجزرة التي وقعت في ريف حماة ، في اليوم السابق الخميس، وراح ضحيتها نحو 220 قتيلاً، بحسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية للثورة السورية، دعا ناشطون في المعارضة إلى تنظيم مظاهرات حاشدة الجمعة، أطلقوا عليها اسم "جمعة إسقاط عنان.. خادم الأسد وإيران"، في أعقاب دعوة المبعوث الدولي الحكومة الإيرانية للعب دور في الأزمة السورية.
وأقر الأمين العام السابق للأمم المتحدة، والذي تم اختياره كمبعوث مشترك للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية، بأن خطته ذات النقاط الستة، التي طرحها في أبريل/ نيسان الماضي، والرامية إلى وقف أعمال العنف المتواصلة في سوريا، منذ حوالي 16 شهراً، وخلفت ما يقرب من 15 ألف قتيل، قد "فشلت" في وقف آلة القتل التي مازالت تحصد عشرات الضحايا يومياً.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" نقلاً عن مصدر إعلامي قوله إن "قنوات الإعلام الدموي، بالشراكة مع المجموعات الإرهابية المسلحة، ارتكبت مجزرة بحق أهالي قرية التريمسة بريف حماة، في محاولة لتأليب الرأي العام ضد سوريا وشعبها، واستجرار التدخل الخارجي، عشية اجتماع لمجلس الأمن الدولي."
وأضاف المصدر أن "قنوات الإعلام الدموي استنفرت أدواتها من مجلس اسطنبول، للمتاجرة بدماء السوريين الأبرياء، الذين قضوا بنيران المجموعات الإرهابية المسلحة في القرية"، وأشار إلى أن "تلك الأدوات كانت على أهبة الاستعداد، من اسطنبول إلى باريس ولندن وبروكسل وبرلين وغيرها، للتحريض على سوريا، والمتاجرة بدماء السوريين، وكأنهم على علم مسبق بقيام الإرهابيين بإطلاق النار على المدنيين في القرية المذكورة."
وأكد المصدر، الذي لم تكشف الوكالة الرسمية عن هويته، أن "رهاب سقوط المؤامرة على سوريا، أصاب تلك القنوات الصهيونية، الشريكة في العدوان على الشعب السوري، بحالة هستيرية، ما دفعها لبث أخبار كاذبة لا صحة لها إطلاقاً عن مناطق في سوريا، وإلى استعادة صور لتظاهرات وأحداث قديمة."
وبالإضافة إلى ضحايا "مجزرة التريمسة"، أفادت مصادر المعارضة بسقوط ما يقرب من 80 قتيلاً في أنحاء أخرى من سوريا الخميس، الذي وصف بأنه "أكثر الأيام دموية" منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الأسد، قبل 16 شهراً، والتي راح ضحيتها ما يزيد على 15 ألف قتيل، بحسب تقديرات جماعات المعارضة.