دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت المعارضة السورية مقتل 94 شخصاً الخميس، في عمليات للجيش وقوات الأمن، في وقت تواصلت فيه المعارك في العاصمة دمشق، بينما حذر الجيش السوري مما قال إنه مخطط "لارتكاب جرائم" من قبل مسلحين يرتدون بزات الحرس الجمهوري.
وأكدت مصادر من أوساط المعارضة السورية أن مجموعات من الثوار تمكنت من السيطرة على معبر حدودي عند العراق وآخر عند الحدود التركية، في تطور هو الأول من نوعه على صعيد المواجهات المستمرة بين القوات الموالية لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وتلك المعارضة لها.
وقال مسؤولون أمنيون في محافظة الأنبار العراقية لـCNN إن مجموعات من الثوار تمكنت من السيطرة على معبر البوكمال عند الحدود مع العراق، وهو واحد من بين ثلاثة منافذ بين البلدين.
كما قالت قيادات ميدانية في المعارضة السورية إن وحدات تابعة لها سيطرة على بوابة من بين بوابتين حدوديتين بين سوريا وتركيا.
وذكرت القيادات لـCNN أن عناصر الجيش الحر سيطروا على بوابة "باب الهوى" في حين تندلع معارك في البوابة الثانية، بمحاولة للسيطرة عليها، وهي تقع على بعد كيلومتر واحد تقريباً.
وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة تقوم برصد وتنظيم الأحداث على الأرض، إن 94 قتيلاً سقطوا في سوريا الخميس، بينهم 28 قتيلا في ريف دمشق و15 في أحياء دمشق المختلفة، و15 في حمص، و12 في حماه، وتسعة في إدلب وسبعة في دير الزور، وخمسة في حلب وأربعة في درعا وقتيل في الحسكة.
وأفادت اللجان أيضاً عن قصف عنيف تتعرض له بلدة المزيريب في درعا، وكذلك قرية النعيمية، التي سقط فيها جرحى جراء إطلاق نار عشوائي من قبل حاجز عسكري.
أما في العاصمة وريفها، فقد أشارت اللجان إلى تدمير 30 منزلا جراء القصف الجوي في حي القابون، وانسحاب الفريق الطبي بسبب نقص المواد الطبية وسط الحصار الخانق، كما ذكرت أن عدة حواجز في مدينة الزبداني المجاورة انشقت عن قوات النظام ووقعت اشتباكات قاسية في الشوارع، بينما سقطت قذائف وصواريخ على المنازل.
وبحسب اللجان أيضاً، فقد تعرض حي الميدان لقصف شديد الخميس، وكذلك حي نهر عيشة، حيث يعتقد أن مجموعات من الجيش الحر المناهض للنظام تنتشر منذ أيام.
أما المجلس الوطني السوري، الممثل الأكبر للمعارضة، فقد نقل أن مدينة منبج في ريف حلب "تحررت بشكل كامل" وقد انسحبت قوات الجيش منها ورفع علم المعارضة فوق مقرات الحكومة فيها، كما ذكر المجلس أن قوات حرس الحدود في مدينة البوكمال الواقعة شرقي البلاد انسحبت من مواقعها بعد انشقاقات فيها، وانتشر الجيش العراقي عند الحدود.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية أن العشرات ممن وصفتهم بـ"الإرهابيين" ألقوا السلاح واستسلموا في مناطق سوريا، وأن رجال القوات المسلحة "يواصلون مهامهم الوطنية بكل اقتدار رغم استمرار القنوات المعادية في بث أخبارها الكاذبة في محاولات يائسة لرفع معنويات فلول الإرهابيين."
كما اتهمت الوكالة من وصفتهم بـ"المسلحين في (أحياء) التضامن والميدان والقاعة ونهر عيشة بارتداء بدلات عسكرية عليها شارات قوات الحرس الجمهوري" واعتبرت أن ذلك "يؤكد أنهم يخططون لارتكاب اعتداءات وجرائم مستغلين ثقة المواطنين بقواتنا المسلحة الباسلة. "
يشار إلى أن سوريا دأبت على نفي صحة التسجيلات التي تُظهر مجموعات عسكرية موالية للحكومة وهي تقوم بانتهاكات وأعمال قتل، معتبرة أن من يظهر فيها هم مسلحون متنكرون بالزي الرسمي، ولا يمكن لـCNN تأكيد صحة المعلومات الميدانية نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.
سياسيا، دعا رئيس المجلس الوطني، عبد الباسط سيدا، ضباط وعناصر الجيش السوري الوقوف إلى جانب الشعب والانشقاق عن النظام، كما دعا المواطنين السوريين إلى الاستمرار في التظاهر والإعداد لعصيان مدني شامل في سائر المناطق السورية.