CNN CNN

فنون التعذيب خلف القضبان بسوريا

الخميس ، 05 تموز/يوليو 2012، آخر تحديث 00:04 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان عن انتشار التعذيب الوحشي على نطاق واسع في السجون السورية، وذلك بالاستناد إلى شهادات سجناء كتبت لهم النجاة من الموت، وكذلك بالاستناد إلى اعترافات قدمها سجانون انشقوا في وقت لاحق عن النظام.

وبحسب التقرير، فإن ضباط الأمن السوري يستخدمون أنواعاً متعددة من وسائل التعذيب، ويسمونها بأسماء خاصة مثل "بساط الريح" و"الدولاب" و"الفلقة."

وقد تمكنت "هيومن رايتس ووتش" من تحديد 27 مركز اعتقال عن طريق العديد من الشهود، الذين قاموا بوصف أساليب التعذيب‎، وأرفقت المنظمة في تقريرها عشرات الخرائط لتحديد أماكن مراكز اعتقال بسوريا.

ونقل التقرير شهادات لعدد ممن أكدوا تعرضهم للتعذيب هناك بصورة مستمرة، إذ وصف التقرير مراكز الاعتقال "بأرخبيل التعذيب‎" في إشارة إلى تشابه الشهادات مع رواية "أرخبيل الكولاك" الشهيرة.

وقال أحد الشهود: "ثمة شبكة كاملة من مراكز التعذيب، فيها غرف تستخدم خصيصا للتخويف، ومعاقبة الناس الذي يجرؤون على معارضة الحكومة."

ونقل التقرير عن أحد الأطفال قولهم: "عندما أخذوني على التحقيق انتزعوا أضافري بالكماشة،" بينما عدد شاهد آخر أشكال التعذيب التي بينها أيضاً استخدام الماء البارد والتبول على السجناء.

وقال شرطي منشق، تحدث عن تجربته خلال ممارسة التعذيب: "كنا نضع السجين على بساط الريح (جهاز للتعذيب) ونضربه، ويقول 'دخيل الله' (استنجد بالله) ونقول: أحضروا عصا الله، ويقول 'دخيل محمد' (استنجد بالنبي محمد) ونقول: أحضروا عصا محمد، وهكذا، هناك اسم لكل العصي لدينا."

وقابلت منظمة حقوق الإنسان العديد من ضحايا التعذيب، وبعضهم من الأطفال‎، وتشابهت تلك الشهادات مع ما جمعته شبكة‎ CNN على مدى 15 شهرا‎.

وقال ناشط من المعارضة في مدينة اللاذقية، إن قوات الأمن السورية ضربته بعد أن قيدته وعصبت عينيه عندما ألقت القبض عليه في أبريل/ نيسان العام الماضي، وقد عذب طوال فترة اعتقاله التي استمرت 40 يوما‎.

وتبدو المعلومات التي قدمها الضحايا متوافقة مع تلك المقدمة من الجلادين، من أمثال الضابط السابق في الشرطة السرية، والذي انشق وانضم إلى الجيش السوري الحر‎.

منظمة هيومن رايتس ووتش لا توثق عمليات الإساءة فقط، بل أيضا من ضمن مهمتها فضح تلك الممارسات، ونشر أسماء ورتب القادة في مراكز الاعتقال الفردية‎.

وعلقت المنظمة على تقريرها بالقول: "الذين يرتكبون مثل هذه الانتهاكات قد يفلتون الآن من العقاب، معتقدين أنه لن يأتي اليوم الذي يقدموا فيه تفسيرات لكل هذا الانتهاكات..ومن خلال نشر أسماء القادة في هذه المعتقلات نكون قد أنذرناهم بأنه سيأتي هذا اليوم لمحاسبتهم عما اقترفوه‎."

وكعادتها تنفي الحكومة السورية ارتكاب تلك الانتهاكات، ولكن حاليا سيتم جمع الأدلة في تقرير كالذي أعدته منظمة حقوق الإنسان.كما يجري الإعداد والتحضير لذلك اليوم الذي ينقشع فيه الغبار عن سوريا ويتم تقديم جميع الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية للعدالة ليحاكموا في محكمة الجنايات الدولية.