عمان، الأردن (CNN)-- أكدت الحكومة الأردنية الأربعاء، استمرار تقديم الدعم للاجئين السوريين، رغم تضاعف أعداد المتدفقين إلى الأراضي الأردنية، فيما أشارت إلى أن قضية إنشاء مناطق عازلة لحماية اللاجئين هي عملية "معقدة"، ولم تطرح للنقاش حتى الآن.
ونفى الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة، في تصريحات لـCNN بالعربية، إن تكون السلطات الرسمية في المملكة الأردنية قد اتخذت قراراً بوقف استقبال اللاجئين السوريين إلى البلاد، مشدداً على الاستمرار في تقديم المساعدة للاجئين.
تأتي تصريحات المعايطة عقب وقوع مصادمات ليل الثلاثاء بين لاجئين في مخيم "الزعتري"، بمحافظة المفرق، وقوات الأمن الأردنية، أصيب خلالها 26 من رجال الدرك والأمن العام، وهي المصادمات التي استهجنتها الحكومة الأردنية، وأكدت التعامل بكل حزم مع من يتجاوز القانون.
وفور وقوع تلك الأحداث، دعا عدد من أعضاء مجلس النواب الأردني، في الجلسة التي عقدها البرلمان صباح الأربعاء، إلى وقف استقبال اللاجئين السوريين بالمملكة، خاصةً بعد بلوغ أعداد اللاجئين إلى مستويات غير مسبوقة ، وهو ما أكد المعايطة عدم وروده، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم والمساعدات.
وتضمنت الجلسة، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "بترا"، مداخلة لوزير الداخلية، غالب الزعبي، عرض فيها مجريات مصادمات الزعتري، منوهاً إلى أن جهوداً كبيرة تبذل لاستيعاب جميع اللاجئين، من خلال البحث عن أماكن جديدة لبناء المخيمات، مبيناً أن المسؤولية هنا تقع على الجميع، وليس على الحكومة وحدها.
في الأثناء، بين المعايطة أن الحديث عن إنشاء مناطق عازلة مع سوريا هي قضية "معقدة"، ولم تطرح للنقاش لدى الجهات الرسمية حتى الآن، وأضاف أن "القضية ليست سهلة، وبحاجة لإجراءات طويلة، والحصول على موافقة من الجانب السوري .. لكننا نوجه اليوم رسالة إلى الأصدقاء بدعم ملف اللاجئين، لأن القضية أكبر من إمكانياتنا."
كما شدد المعايطة، في تصريحاته لـCNN بالعربية، على قوله: "لن نذهب إلى أي حلول يتداولها البعض بشأن اللاجئين السوريين، ولن نغلق الأبواب أمامهم."
أما فيما يتعلق باستمرار سقوط قذائف من الأراضي السورية في "المنطقة المحرمة" بين الحدود الأردنية والسورية، تحفظ المعايطة على التعليق مجدداً عليها، وعلى الإجراءات الأردنية حيال ذلك.
وبشأن تصريحات أدلى بها مؤخراً، حول توجه الحكومة الأردنية للتفكير في "كل الاحتمالات"، على خلفية تزايد أعداد اللاجئين، رفض الكشف عن تلك الاحتمالات في الوقت الحالي.
وفاقت أعداد اللاجئين السوريين في المملكة 180 ألفاً، بحسب تقديرات رسمية، فيما وصلت أعداد اللاجئين في مخيم الزعتري وحده ما يناهز 22 ألف لاجئ.
ومن المقرر أن يشارك الأردن في اجتماع لمجلس الأمن الدولي مخصص لمناقشة الملف السوري الخميس، فيما يعقد وزيرا الإعلام والتخطيط الأردنيين مؤتمراً صحافيا موسعاً في العاصمة عمان السبت المقبل، للحديث حول الملف، بحضور ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أندرو هاربر.