دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعهد قائد الجيش السوري الحر، رياض الأسعد، بجعل مدينة حلب "مقبرة" للقوات الموالية للرئيس السوري، بشار الأسد، مؤكداً أن قواته تنتشر في مدينة حلب بمعنويات عالية، نافياً بذلك ما جاء في مقابلة عبر وكالة أنباء نسبت إليه تصريحات تعلن الانسحاب العام وتهاجم قطر والسعودية، قبل أن تعود الوكالة لتنفي الخبر مؤكدة اختراق موقعها.
وقال الأسعد، في بيان للجيش السوري الحر، "ما تناقلته وكالة رويترز عن العقيد رياض موسى الأسعد قائد الجيش السوري الحر.. حول انسحاب الجيش الحر من حلب وتهجمه على دول عربية وأطراف إقليمية وأجهزتها الإستخباراتية خبر عار عن الصحة تماماً."
ونفى البيان أن يكون الأسعد قد أدلى بأي تصريح عبر الهاتف مع رويترز هذا الأسبوع، واعتبر أن هذا الخبر "مفبرك من قبل أجهزة النظام."
وأكد الأسعد أن الجيش الحر في حلب ينتشر "بمعنويات عالية واستعدادات تامة لمواجهة أرتال النظام المتقدمة إلى حلب، وأنه سيجعل حلب مقبرة لعصابات (الرئيس السوري بشار) الأسد وشبيحته وجيشه الإرهابي."
من جانبها، نشرت وكالة رويترز بياناً توضيحياً قالت فيه إن الصفحة المخصصة للتدوينات عبر موقعها تعرضت الجمعة لعملية قرصنة جرى خلالها نشر مجموعة من القصص، بينها مقابلة مختلقة وغير صحيحة مع الأسعد.
وبحسب الترجمة العربية للبيان فقد قالت شركة تومسون رويترز إن بوابة التدوين بموقع رويترز الإخباري "تعرضت للهجوم الجمعة ووضعت عليها بشكل غير مشروع قصة مزيفة يزعم أنها مقابلة مع زعيم المعارضة السورية المسلحة."
وشدد البيان على أن الوكالة "لم تجر مثل هذه المقابلة وتم حذفها."
ولفت البيان أنه لم يتسن لتومسون رويترز الحصول على معلومات فورية بشأن الذين يقفون وراء هذه القرصنة، مضيفا أن قد جرى وقف بوابة التدوين في موقع رويترز وتعمل الشركة على معالجة المشكلة.
وكان الخبر المزعوم قد نسب للأسعد قوله إن الجيش السوري الحر "انسحب تكتيكيا من محافظة حلب" بعد الاشتباكات التي وقعت الجمعة بينه وبين الجيش النظامي. كما زعمت أنه أعلن مقتل ألف جندي من رجاله واعتقال 1500.
كما زعمت المقابلة المزيفة أن الأسعد قال إنه سينسحب من جميع المدن السورية "بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدها الجنود وبسبب الخيانات التي قام بها المتمردون والاقتتال فيما بينهم من أجل المال والمناصب."
أما الفقرة الأبرز في المقابلة المزيفة التي نشرت بنفس اليوم الذي كانت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة تناقش مشروع قرار حول سوريا، فقد نسبت للأسعد اتهامه لقطر والسعودية بخيانته وترتيب صفقة سرية مع دمشق من أجل إبادة قواته مقابل استثمارات وامتيازات في سوريا بعد انتهاء المعارك.
يشار إلى أن قطر والسعودية كانتا قد دعتا علنا المجتمع الدولي إلى دعم المعارضة السورية بالسلاح من أجل مواجهة الآلة العسكرية لجيش النظام، كما قامتا بدعم مشاريع القرارات الدولية التي تدين عمليات النظام السوري، بينما توجه دمشق اتهامات كثيرة إلى الرياض والدوحة بدعم ما تسميه "الإرهاب" على أراضيها.
كما يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تنتقل فيها المواجهة بين المعارضة السورية والنظام إلى الفضاء الإلكتروني، فقد سبق لنشطاء نشر آلاف الرسائل الإلكترونية التي قالوا إنهم حصلوا عليها عبر قرصنة بريد إلكتروني يستخدمه الأسد وزوجته وأفراد من الدائرة المقربة منهما.
كما ادعى ناشطون في المعارضة نجاحهم في تمرير خبر مزيف حول قيام السعودية وقطر والولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى ببناء مجسمات عملاقة لمعالم سورية في قطر من أجل تصوير مشاهد وهمية لإسقاط النظام.